فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
واجب الإعلام الحر، صحافة وإذاعة وتلفزيون، أن يكون في مقدمة الذين استجابوا أو ينبغي أن يستجيبوا لكلمة قائد الثورة، وهي كلمة تفيض مرارة وألماً من ممارسة سيئة للسلطة في جوانبها المختلفة.
وقبل أن نطلب إلى الإعلام أن يؤدي دوره الوطني ويكون في مقدمة المستجيبين لدعوة السيد التي تشكل معلماً معاصراً في علوم الإدارة الحديثة والمعاصرة، نطلب إلى السيد أن يقوم بخطوتين متلازمتين لازمتين؛ أما الخطوة الأولى فهي: إسناد جهاز الإعلام، بآلياته المختلفة، بالإمكانات المادية المعاصرة و»مكننة» هذه الإمكانات بشكل كبير، وما يدخل هذا الموضوع من عقليات تتميز بالوعي الوطني، لما تتطلبه مرحلة الثورة الإصلاحية التي انقضّت على كل سلبيّ، تركة النظام بل الأنظمة الفاسدة في كلٍّ من الملكية والجمهورية. كما أن هذا الوعي لا بد أن يكون في منتهى الحساسية إدراكاً للمتغيرات التي حدثت والمتغيرات المفترضة، بما في ذلك دراسة معمقة وشجاعة للتراكمات التاريخية ذات الجذور الضاربة في عمق الوعي الخاص والعام في الشعور واللاشعور.
والمشكل أن لدينا ما يسمى غياب التصور، والماثل لدينا هو العنوان وحسب، والذي يصدر عن الارتجال كمراضاة لذوات معينة من ناحية، ومواراة لأمور صادرة عن مواجهة غائبة. فقدنا ما يسمى دار الوثائق، والوثائق كثيرة؛ ولكن لا يعلم كثير من المخلصين في جهاز الإعلام ما هي المكونات التي أفرزت وتبرز هذه النتائج الكارثية التي تعمق «المرتدات» في العلاقات السعودية - اليمنية، ليس بين الأنظمة وحسب؛ ولكن بين الشعبين الشقيقين. وأكاد أبالغ قليلاً أو كثيراً فأسأل إن كانت قيادة الإعلام قد قرأت ما يكتبه المستشرقون عن العلاقة السعودية - اليمنية قديماً أو حديثاً؟
أما الخطوة الثانية الضرورية فهي: «تظهير» أو دعم الجهاز الإعلامي بالحرية الكافية من قيادات الدولة، ليقوم الإعلام بمهامه على النحو المطلوب. فالحرية الناقصة تصنع إعلاماً ليس ناقصاً وحسب، وإنما زائفاً أيضاً. وعلى القيادات أن تعلم أن شعبنا قد اتخذ الإعلام أبواقاً تروّج «تزيين» الأنظمة الحاكمة التي تتوق لمزيد من حصاد الثروة أكثر مما تعمل لمصلحة الجماهير. وعلى القيادات أن تعلم أن هناك أعداء النجاح أساس كل فساد، والذين يجندون إمكاناتهم التخريبية للسعي بالنميمة للقضاء على كل حرية، مهما كانت ضعيفة النفس لا تقوى على «نفخ» التراب ناهيك عن إزاحة الخراب!

أترك تعليقاً

التعليقات