فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
تتعدد آيات الله في السماوات والأرض ما بين نبي وولي وأملاك وأفلاك، أقمار وشموس، ومن شياطين وأنواء وعواصف وجنات وبحور ومحيطات وشعراء وعلماء... وأنا أفهم أن الحديث الشريف القائل بأن الله يبعث كل مائة عام إنساناً يجدد للأمة دينها، أن هذا الحديث ليس مقصوراً على العلماء الربانيين وحدهم، وإنما يشمل كل عبقري في مجاله المختص به بحسب الجغرافيا والإقليم والأمة.
لقد أخمد الأعاجم معظم الوطن العربي في عصر سمي بعصر الانحطاط، إذ أسقط الأعاجم الخلافة العربية "العباسية"، فهبط فيما هبط فن الشعر الذي هو ديوان علوم العرب بحسب عمر بن الخطاب، فبعث الله من رد الاعتبار لهذا الفن في هيئته، شاعرين عبقريين هما أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين وأبو العلاء المعري.
وبينما صعدت روحا معبد داود نبي الله ومعبد زرياب إلى السماء، رزقنا الله في الوطن العربي محمد عبدالوهاب وأم كلثوم في مصر ووديع الصافي وفيروز في لبنان وناظم الغزالي في سورية وأيوب والحارثي في اليمن... أيوب الذي هبط صوته من السماء بمعية شاعر عبقري هو عبدالله عبدالوهاب نعمان، فأنت تسمع أيوب بلسان الفضول إذا بك بقلبك ينفتح ليعرج في سماوات الفن معراجاً يشبه معراج النبوة ويهتز كرعدة صلصلة الجرس، فهو نحو من أنحاء وحي السماء!
ليس من شك في أن الفضول قد حفظ المتنبي وعباقرة الشعراء العرب عن ظهر قلب، ولكن المؤكد واليقين أنه قد حفظ قلوب اليمنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات