انتظار!!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال شخص كلاسيكي لأخيه الرومانسي: لا فرق بين انتظار مرتب وانتظار حبيب. قال الرومانسي هناك فرق بين كلاسيكي يعاني من الجوع ورومانسي يعاني من الهجر والبعاد، فالرومانسي لا يحس بالجوع، وإنما يحس أن يعيش الليالي والأيام وهو بدون أكل ولا شراب ينتظر إشراقة حبيبه، وربما يعاني من ذلك ويلات الأخطار من العذال والحسّاد، أما الكلاسيكي فالمعدة قبل الحب، والرغيف قبل القبل والشعر بالأهداب والمقل!
قال كلاهما: لنتفق، والضمين الشاذلي وابن علوان أن الانتظار ممل وشقاء، فالحبيب بالميزان الصرفي النحوي واحد، والرغيف على وزن حبيب وانتظار وزنها نار. فما الحكاية؟! الحكاية يا ابن علوان ويا شاذلي أن سعادة الحكومة وعدت بنصف راتب لآخر الشهر (يناير الحالي) فخطت خطوة نحو الجنة، لأن نصف المرتب -ومع أنه لا يكفي- سيبقي الموظف في بعض تهكم صاحب المخبز وصاحب الصيدلية وصاحب دكان الحارة، فكثير من المواطنين اختاروا طرقاً غير الطرق المعتادة خوفاً من إحراج أصحاب الدكاكين والصيدليات والدبابات (الباصات)!
ما ضر سعادة مجلس الوزراء لو عملوها وصرفوا مرتباً كاملاً؟! الموظفون يقدرون ظروف بلد أرهقه الأشقاء بحروب لا حصر لها، حرب الرصاص، وحرب المعاش، فكلما استبشر شعبنا اليمني بالسلام، رماه الأشقاء بصواريخ تقتل الأطفال وتذعر النساء والرجال.
يا أصحاب المالية، اسرعوا بالكشوفات كيلا ينطبق عليكم مثل: «من يده بالماء غير من يده بالنار» لعلكم تفلحون!

أترك تعليقاً

التعليقات