فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عندما يرى المرؤ العشرات من أبنائنا "التوابين" عائدين إلى أهاليهم وأصدقائهم ووطنهم الغالي، فإن الحسرة تكون مضاعفة؛ لأن النظام القديم لم يستوعبهم، فلم يبن مؤسسات تستثمر هذه الطاقات الخلاقة التي نحن بمسيس الحاجة إليها، فهذا القطاع رأى نفسه يعيش في فراغ، فلم يجد ما يقيم أوده من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه يعيش أو يعاني "تبكيتاً" من أسرته حين رأت أن ابنها يضحكون أو يسخرون منه لمكثه في صنعاء وغيرها من المدائن التي غيبته سنين طوالاً ظناً منها (أسرته) أنه يلعب بالفلوس لعبا قد خذلته السماء وتنكرت له الأرض ولم تعرف (أسرته) أن ابنها الغائب في غالب الأيام يبيت على الطوى فلما زين له الطابور الخامس عشر عمله ووعده بالوظيفة والثروة انساق بعدهم ومعهم، فاتضح له أنه وقع في شباك الكذب والخديعة.
إننا ننادي ونكرر النداء لتتكامل الجبهات، فإلى جانب جبهة الحرب تكون جبهة التوعية والإرشاد وبما أن هناك بين العائدين مثقفين عاشوا مرارة كذب العدو المضلل فإن على القيادة أن تجعل هؤلاء في طليعة هذه الجبهة، ليستردوا مئات المغرر بهم الذين سقطوا في شبكة الخديعة وبدون رشد ووعي أصبحوا يواجهون مع العدوان رصاصات قاتلة إلى نحور آبائهم وإخوانهم في الجيش واللجان. وبإمكان العائدين أن يضربوا الكثير من الشواهد والأمثال التي كانت ولما تزل تدل على أن هذا العدو لم يفلح ولم ينجح رغم شراسته وهمجيته أن يفت في عضد اليمن الكبير والكثير بأبطاله المجاهدين الذين هزموا كل العالم الذي خاب وخسر طوال سنوات العدوان، إذ واجه إرادة قوية قاومت أسطورة الدجل والكذب المؤلل بأحدث ما أنتجته طواغيت الأرض من قنابل نيوترونية وفراغية على مستوى السماء، ومجنزرات تعجز قدرات الشياطين أن تبتكر ما يتجاوزها فتكاً ودماراً على مستوى الأرضين.
على هذا الشعب أن يكون قائماً على تعزيز إيمانه بأن "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، وأن كل ما كان معجزة لنبي حان أن يكون كرامة لولي، وأن الله مع الصابرين.

أترك تعليقاً

التعليقات