فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يبدو أننا مقبلون على عهد جديد يبشر المواطن بأنه صاحب حق وعليه واجب. وكما أسلفنا القول مرحبين بتشكيل مراكز شكاوى للمواطنين الذين تعرضوا لظلم جهاز الأمن والاستخبارات، فإننا نتكلم اليوم عن إنشاء مراكز استقبال للمواطنين الذين تعرضوا لظلم بعض القضاة الذين أصدروا أحكاماً مدعومة بشهادة زور ورشوات مغرية، وهما الوثيقتان اللتان لا يملك القوي سواهما ليأكل الضعيف، والثريّ ليصادر حق الفقير.
ولقد قلنا إنه ليس بين الأقلام الشريفة والقضاة الفاسدين ثأر، وإنما هذه الأقلام الشريفة هي لسان المظلومين. وللعلم فإن هذه الأقلام تعاني كثيراً وتدفع ثمن مواقفها العادلة.
إن هناك مظالم أساسها فساد القضاة، آكلي الحرام، الذي يطيلون في القضايا، فليس من المعقول أن تكون هناك قضايا في المحاكم من أيام الأتراك، بل -وهذا أمر خطير- إننا نعتقد -حتى الآن- أن القضاة الفاسدين هم من عالم الجن، فهم يروننا ولا نراهم، وإذا كان الأمر كذلك، فالفساد عبارة عن تهمة لا أساس لها في علم المنطق، الذي ينص قانونه على الآتي: فاسد (وهو القاضي)، ومفسود أو مفسد عليه (وهو المواطن)، ومفسود فيه (وهو الحكم في القضايا).
يعلم وزير العدل، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس الجمهورية، وجهاز الاستخبارات، ورجال التفتيش القضائي، أن هناك قضاة فاسدين لا يزالون يمارسون الظلم، كلاً في مجاله وحسب مهاراته. وطلب أحد القضاة في عهد مضى من أحد المختصمين مولداً كهربائياً، وطلب آخر إلى مواطن أن يجدد له طلاء منزله...!
إن إصلاح القضاء يتطلب عدم مجاملة، وإقامة شرع الله كما أنزل على رسوله الكريم. إن ما أصاب بلادنا من عذاب وبلاء إضافة إلى حقد الأعراب، هو ظلم الأرحام وانتقاص حقوقهن في الميراث وطغيان القوي على الفقير، والقوي على الضعيف، وأصبحت الرشوة هي التي تنتصر. كلمة حق نبرئ بها ذمتنا أمام الله الذي نرجوه أن يسقينا الغيث الذي يحول دون انهماره ظلم الفقراء واستقواء الأثرياء على أصحاب الحقوق من الضعفاء في الأرض.
يبدو أن حكامنا المحترمين قد وضعوا أيديهم على زناد مكافحة الظلم وأهله، ما يجعلنا نستبشر بعهد جديد يعم فيه العدل، الذي هو أساس الحكم والنهضة، بعد قرون من الظلام. والله وحده من وراء القصد.

أترك تعليقاً

التعليقات