لا حصانة للفساد
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الإخوة الحكومة الجديدة المحترمون
سلامٌ على من اتبع الهدى، وبعد:
اعلموا رحمكم الله أن تعيينكم في مناصب عليا لن يعفيكم من المساءلة لتعملوا ما شئتم وأن تفسدوا كما تريدون، فالسيد حفظه الله قد وثق بكم من خلال تصديقه للذين رشحوا وشهدوا لكم بالنزاهة والخبرة والكفاءة والقدرة، فكونوا عند حسن ظنه.
واعلموا رحمكم الله أن الشعب حفظه الله قد أصبحت له عينان مفتوحتان واسعتان تستطيعان أن تراقبكم، وأن شعاره أصبح "إما أن تعتدلوا وإما أن تعتزلوا"، وأن القرابة ليست لها الأولوية في التعيين والتوظيف، وإنما الكفاءة هي صاحبة الأولوية والأهلية، ولا مكان للمحاباة والمداهنة، فالمصلحة العليا فوق اعتبار المصاهرة والنسب والشللية والمناطقية والحزبية والعائلية.
الشعب اليمني الآن لا يهمه من طلع أو نزل، سيد أو قبيلي، زيدي أو شافعي، مؤمن أو تاجر... وأن الشيء الوحيد الذي يهمه والدليل الوحيد الذي يدل على أن التوجه صادق وأن السيد برَّ بوعده هو كما يقول بعض الناس أن تعمل الحكومة الموقرة على إنجاز الراتب الذي به يحيا الشعب ويموت، فلا تغيير ولا بناء إلا بأن يستلم الشعب الراتب من أول شهر حكومة، وبدون الراتب لا مرحبا بالحكومة ولا بوزرائها.
هذا ما قاله كثير من الناس إن شئتم الصدق وعدم مسح الجوخ والنفاق. بدون الراتب لا حياة، والشعب بدون راتب لا بناء ولا تغيير ولا صدق.
الأمر الثاني: العدل، فنرجو أن يكون وزير العدل الجديد قادراً على إنجاز أول شيء في وزارته، وهو أن يحيل القضاة الفاسدين إلى محاكمة علنية، فهذا يعني أن الحكومة ضد الفساد والمفسدين، وهذا يعني أن الحكومة ووزير العدل عازمون على القضاء العادل، فالفساد ليس وهماً أو شيطاناً غير مرئي، وإنما هو كيان له شخصيته الذاتية مادة ومعنى، فبدون محاكمة القضاة الفاسدين لا عدل مطلقاً، ودون راتب شهري لا حكومة... الشعب اليمني ينتظر إعلان الراتب نهاية الشهر، ومحاكمة فساد القضاة كذلك.

أترك تعليقاً

التعليقات