ضمان (1)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان السعوديون، وعلى رأسهم الملك فيصل، يتخوفون أن يقوم الجمهوريون اليمنيون بثورة في المملكة. وقد أشرنا فيما سبق أن عبدالرحمن البيضاني، نائب الرئيس السلال، ورئيس الوزراء، قد توعدا السعوديين بثورة تطيح بعرشهم الملكي، بعد أن غمر السعوديون جيوب المرتزقة الملكيين بجنيهات «أبو خليل»، وكان لإذاعات مصر، و»صوت العرب» بخاصة، أن تثير مخاوف السعوديين من أن ثورة الجمهورية قائمة، وكان عبدالناصر بين فترة وأخرى يشعل هذه المخاوف، وأن الرجعية (ويقصد السعودية) إلى زوال، وأمريكا بمخابراتها تتخوف أن يسيطر عبدالناصر على منابع النفط، فتوحي للسعوديين بمزيد من الملايين والملايين لشراء مزيد من الأسلحة: طائرات وصواريخ وعربات مدرعة... وترسل مئات المرتزقة كخبراء واستخبارات للسعودية لمحاربة الجمهورية الوليدة، التي رغم فقر عتادها وضعف قوتها كانت مُهابة ومخيفة، بل كانت تُنزل الهزائم تلو الهزائم بالملكيين والسعوديين  على حد سواء.
وكانت بعض الدول تتوسط بين الجمهوريين والملكيين بغية وقف الحرب، وكان الشرط الكبير وربما الوحيد الذي تشترطه السعودية أن يتعهد الجمهوريون ألا يصنعوا ثورة في اليمن، بل اشترطوا على اليمنيين أن يطردوا المصريين من اليمن، وأن تسكت إذاعتا صنعاء والقاهرة عن بث ما يسيء إلى السعوديين... وتحققت المصالحة اليمنية بين الملكيين والجمهوريين.
ومن الطريف أن ، رئيس الجمهورية الأسبق، علي عبدالله صالح، في اجتماع بجامعة صنعاء، قال إن السعوديين مستاؤون جداً من إذاعة برنامج في إذاعة صنعاء ينقل اجتماعات مجلس النواب، وأن الملك فهد أبلغ الرئيس هذا الشعور، وربما أن الرئيس وعده بوقف هذا البرنامج، كما تضايق السعوديون من برنامج المحاكمة الذي كان ينقل محاكمة المتهمين بـ»قتل» بعض المشايخ كالشيخ محمد علي عثمان وآخرين، وكان القاضي غالب عبدالله راجح رئيس المحكمة، والمقدم محمد محسن هو المدعي العام، وكان مقدم البرنامج الإذاعي الكبير عبدالله محمد شمسان.

أترك تعليقاً

التعليقات