فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ليس ممكناً أن يكون العدوان على اليمن في معزل عن ممارسات وسلوكيات محرمة يقترفها غير قليل من أفراد الشعب اليمني، فما يقع من ضراء لحقت بهذه الأمة اليمنية إنما كثير من أسبابه الظلم الذي -ويا للأسف- تمارسه حتى مؤسسات عدلية كالمحاكم، وعلى رأسها وزارة العدل، التي من مهامها رفع المظالم، والعدل بين المواطنين دون تفرقة أو تمييز، ودون أي اعتبارات للرشوة وأكل أموال الناس بالباطل والإدلاء بها إلى الحكام والمحسوبية، حتى ترددت مقولة إن المال هو القاضي الحقيقي وصاحب الصوت الذي صوت يعلو صوت الحق المؤيد بالدلائل والحجج والبراهين القاطعة.
لقد قص علينا القرآن الكريم أحداثاً خطيرة عصفت بأقوام وشعوب على مر التاريخ. وإنها لقصص ينتظمها معطى العدل وضرورة أن يصبح العدل برسم المجتمع، فقوم شعيب كانوا يُخسرون الميزان ولا يعملون اعتباراً للوفاء بالكيل، وقوم ثمود عقروا الناقة لأنهم رفضوا القسمة في الشرب بينهم وبينها، واليمنيون كفروا بنعمة الله فلم يؤتوا الفقراء نصيبهم من مخرجات الزرع والثمار، فبدلهم الله جنتهم جنتين ذواتي أكل وخمط وشيء من سدر قليل وباعد بينهم وبين قرى ظاهرة كاليهود الذين حرم الله عليهم طيبات أحلت لهم، بسبب ظلمهم، «فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم».
لم أسمع من 8 سنوات خطيب جمعة يعظ الناس ويذكرهم بالعودة إلى الله، فقطع الأرحام ومنع الحقوق والانصراف عن أداء الواجبات الدينية، فروضاً ونوافل، إضافة إلى حقد بني سعود وطمع عيال زايد من أسباب ابتلاء الله لليمنيين بالجوع والخوف والدمار.
إن على العلماء الربانيين واجب البلاغ وضرورة التنبيه إلى أن ما يلحق بالأمة من أقصى المشرق إلى أعماق المغرب، ومن أطراف قصية في الشمال إلى مجاهل في المغرب، من ضر وأذى، أن من أسبابه جور الحكام الذي يستمرئه المجتمع ولا يقوم المجتمع في وجهه باعتباره منكراً تغييره واجب، ونحن مطالبون بمراجعة بعض أحاديث تروجها أنظمة الوهابية على امتداد الوطن الإسلامي، والخليجي بخاصة، فالدين الإسلامي يعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض أسس الدين المعلومة بالضرورة، بخلاف فقه الوهابية الذي استعار فكرة «من لطمك في خدك الأيسر، فأدر له خدك الأيمن»، من المسيحية البالية والمزورة.
لا أدعو أن نترك الأسباب إلى رفع أيدينا إلى السماء، وإنما لا بد أن ننظر إلى السماء طلباً للعون والنصر والتأييد لما ننجزه على الأرض، وأنه لا فصل بين الظلم والعجز وبين الخوف وانقطاع أسباب القصور والخذلان والانصراف عن حقوق الله، وما افترضه على العباد.

أترك تعليقاً

التعليقات