فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من غرائب التاريخ قلب حقائقه لينصرف الناس إلى الأكاذيب درءاً لمواجهة الواقع، هذا الواقع الذي أصبح مكشوفاً عصياً على إشاعة الكذب والافتراء والمغالطة. فلحين من الدهر قدم لنا الخونج، وهو اصطلاح أعجبني، لعله من اختراع هذا الشاب المجاهد صلاح الدكاك، الذي تكبر على كل إغراء وركل بقدمه أرقاماً مغرية ليكون مرتزقاً في قناة عدوة، تلفزة وصحافة وإذاعة.
نعم، فلحين من الدهر قدم لنا المسجد زوراً من الرجال الدجالين وقّعوا توقيعاً أو إيقاعاً رتيباً وبحماس مزعج فكرة الإسلام دين ودولة وشعار "الله ربنا ومحمد نبينا والقرآن شريعتنا والشهادة في سبيل الله أغلى أمانينا"، فكشف الواقع الله ربنا الذي نعرفه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فأي منكر أقبح من الظلم وقطع الأرحام؟! وأي ذنب أقبح من احتلال وطن يقتل أهله ويغتصب رجاله ويستباح عرضه؟! وأي قرآن وأي نبي يسمح بتجويع مسلم تزهق أرواح أبنائه بصواريخ بيت الله الحرام؟! إن كان للبيت صواريخ وقذائف تهز بيوتاً وتنسفها على رؤوس أهليها بياتاً أو هم قائلون.
إن حزب الخونج حزب خان العهد الذي واثق به الدولة، وخان الشعار الذي زعم أنه فكر الفرد والجماعة، فأصبح يبحث عن المال ويلهث وسعه طلباً للدنيا التي يدعي عداوتها، وأصبح ينتج تأويلاً لأهم مصدرين من مصادر التشريع الإسلامي، وهما القرآن والسنة، في سبيل الحصول على دنيا حقيرة ورغبات دنيا. وإذا كنا نفهم الحزبية برنامجاً تنموياً فإن "الخونج" يطبق فهماً حزبياً دينياً يكذب فيه على الناس، وديناً يقدم أبناء غيره من المواطنين المأخوذين برنين شعاراته المغرية الفارغة، وتكشف معارك مأرب أن كثيراً من المغفلين الجهلة، ونعني بهم هذه الجماعة الضالة "داعش والقاعدة"، يستجر بهم القتل الذي هو أغلى أمانيهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم "الإسرائيليين" والأمريكيين!
لا أدري إن كانت الحكمة تقتضي أخباراً مفادها أن هناك ضباطاً وجنوداً "إسرائيليين" في يد الجيش واللجان الشعبية، فنحن نريد أن نعرف عدونا من ناحية، ثم ليعرف مغفلو الخونج أن حزبهم قد تنكر لله ولرسوله وللمؤمنين عندما حشد لقتال أبناء اليمن العربي المسلم.
إن من عجائب التاريخ المعاصر أن الحزبية أصبحت تتآمر على أوطانها، عكس ما تردده من شعارات تعكس لصالح المستعمر المحتل فعلاً بالمدفع والصاروخ وسبي النساء كالرقيق، وهو ما ينجزه حزب الخونج.

أترك تعليقاً

التعليقات