بيان للناس!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
كان للناس أن يعلموا أن هناك دوراً لعلماء الأمة وموقفاً يقتضي الواجب الشرعي الديني من قبل نخبة من صفوة أوكل الله إليها أن تبين الحلال والحرام والحق والباطل، قال الله إعلاء لشأنهم ويميزهم عن طريقهم: «قل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون».
وكان انعقاد المؤتمر العثماني في مسجد الأشاعرة في زبيد (محافظة الحديدة) توكيداً لرمزية المكان، فالأشاعرة هم الذين قال فيهم الرسول الكريم سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوبناً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية»، ومن يقرأ البيان يجد فيه:
• أن علماء الأمة المسلمة أكدوا موقفاً ثابتاً مما ينبغي على علماء الإسلام أن يضطلعوا به إزاء ما يهدد الأمة من خطر بل من أخطار تنال من بنيان الكيان المجتمعي الذي بدأ يتصدع بفعل الإرصاد لله ولرسوله من قبل الأعداء الذين وبسفور واضح ظهر حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين ودون هوادة.
• أن الأعداء وجدوا في تفكك المسلمين وهشاشة صفوفهم فرصة سانحة للانقضاض عليهم ودحر شوكتهم وكسر جمعهم لتصبح أمتهم أمة ذليلة فاقدة الأثر والتأثير.
• أن مما يتوجب الالتفات إليه نبذ الفرقة التي من موجباتها العنصرية والطائفية والحزبية والفئوية والشللية، وكان على العلماء تبيان أن كل هذه الأدواء مما يحيق بالمجتمع المسلم وينخر في كيانه فيحيله إلى مجتمع سلبي يعادي بعضه بعضاً، ما يسهل على أعدائه شق الصف وهدم مقوماته بيسر وسهولة.
• إن العلماء في اليمن ناشدوا إخوانهم العلماء في كل الأقطار الإسلامية أن يتركوا الصمت المخيف إزاء ما تمر به الأمة من ضعة وهوان، باعتبار صمت العلماء دليلاً على فشل ذريع في فهم حقيقة الإسلام الذي يدين الصمت والتخاذل والسكون، باعتباره خيانة للأمانة التي أودعها الله في عنق العماء باعتبارهم مبلغي دعوة الجهاد والحريصين على أداء هذه الأمانة، وخلاف ذلك تفريط بالواجب الشرعي مقابل إغراء الحياة الدنيا والزهد في ما عند الله من مقامات عليا يدخرها الله للعلماء الصادقين الأخيار!
• ناشد العلماء في بيانهم زملاءهم في العالم الإسلامي أن يدينوا المجازر فعل يهود في حق إخوانهم المسلمين في فلسطين ولبنان العراق واليمن، واعتبار الصمت والسكوت على هذه المذابح محفزاً للكيان الصهيوني لمزيد من استباحة دماء المسلمين وهدر كرامتهم والنيل من حرماتهم، وفي هذا البيان العلمائي بلاغ للناس وليذكر أولو الألباب.

أترك تعليقاً

التعليقات