فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا يصح إلا الصحيح، فخلال ستين سنة فشلت السعودية في صناعة حدود وهمية بين اليمن والشقيقة الكبرى المملكة، هذه الحدود التي كان طرفها الأول مشائخ الأقاليم اليمنية الثلاثة (عسير، وجيزان، ونجران)، التي استأجرتها السعودية لحماية حدودها الجنوبية، وطرفها الثاني مملكة بني سعود بشقيها الوهابي والعلماني معاً. غير أن بعض المشائخ من هذه القبائل نفضوا بطانية التغيير التبادلي، الذي عمل على نقل أبناء قبائل اليمن من الأقاليم المحتلة إلى مناطق الشمال (القصيم والرياض وتبوك...)، ونقل أبناء هذه المناطق إلى الجنوب، ليولد جيلان يرفض كل منهما أن يتنازل عن وطنه الجديد.
وفي الوقت الذي ظن -خطأ- الماسوني محمد بن سلمان وأبوه وديوان استخباراتهما الخاصة والعامة أنهم قد استطاعوا شراء القبائل الجنوبيين مقابل مصالح شخصية، من بينها منح كل شيخ قبيلة إكراميات وفيز زيارات وعمل وعددا من الجوازات والإقامات ورخصا تجارية، فإن كثيراً من هؤلاء -مليشيات حرس الحدود السعودي- رفضوا الانصياع إلا ليمنيتهم وجذورهم البالغة أطناب الأرض. وإذا كانت هذه القبائل، وبفطرتها اليمنية السليمة، قد رفض معظمها السعودية الفاجرة، فإن الأحداث قد أثبتت أن اللجنة الخاصة فشلت في سلب اليمنيين هويتهم الوطنية، رغم رخص بعض الأسماء التي تشتغل وفق نظام السخرة أو العمالة الزائدة، فقدمت المصلحة الوطنية العليا على قائمة العمالة والارتزاق!
لقد تحقق قول الله تعالى وهو أصدق القائلين: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، وقوله: «والعاقبة للمتقين»، فكان كثير من اليمنيين مخدوعين بشخصيات انتهازية حاولت التدجيل على الشعب اليمني مدعية الوطنية والشرف؛ ولكن دعاواها سقطت في ساحة المعركة واستضاء الشعب أسماءها أول صفحة من قائمة اللجنة الخاصة؛ ومن ذا الذي كان يصدق أن رشاد العليمي هو الذي رسم إحداثيات أشلاء الأطفال وإزهاق أرواح الكبار ورسم مجاعة شعبه المحروم الفقير لتنال منه طائرات بني سعود؟!

أترك تعليقاً

التعليقات