فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
ما نعتقده -جازمين- أن للحكومة آذانا وعيونا، وأنها لتسخر من مقولة "أذن من طين وأخرى من عجين"، بدليل الانضباط المشرف لجهاز الأمن الذي يكاد يندر مثله في العالم، وهذا مما يجعل اليمن في أوائل الدول الكبرى التي أصبحت تفخر بمنجزاتها الأمنية وتوفير السلام والسكينة العامة، وخاصة أن بلادنا مستهدفة من قبل سماء وأرض العدوان.
غير أننا نسأل حكومتنا الرشيدة ماذا عملت للفقراء الذين يطحنهم الغلاء المتجدد صباح ومساء؟! وإن المرء ليذهل وهو محاصر بهذا السؤال عن هذا التغابي وعدم الرؤية -على الأقل بعين واحدةـ لوضع هؤلاء الفقراء الذين لا يستطيعون مواجهة هذا الطاغوت المخيف الذي يسميه الفقراء لعنة سوداء ماحقة تطالهم في اليقظة والمنام، مما يجعل بعض علماء الجريمة يذهبون إلى أن الانتحار وقتل الآباء والأمهات أطفالهم بسبب انعدام القوت وعدم القدرة على مواجهة ظروف لا تستوعبها جمهرة اليمنيين الذين يحاصرهم العدوان العالمي ويتزعمه إخوة عرب مسلمون يحسبون أنهم قد أحسنوا صنعا بتدمير شعب عربي مسلم ينطق بالشهادتين ويتكلم بالعربية ويحتفل بالمروءة والشهامة والنجدة.
لقد سعد الجميع بولاية الأخ وزير التجارة والصناعة، عبدالوهاب الدرة، الذي نكن له جميعا كل تقدير ولم تظهر بصماته حتى الآن، وهو معذور لأن يده الواحدة لن تصفق، بل نحن في قرارة أنفسنا نحسب أن بإمكانه أن يفعل شيئا أو أشياء إذا كانت له سلطة وزارة الدفاع والأمن، فاللوبي العدواني في الداخل لا يقل شراسة عن اللوبي العدواني في الخارج، وليس باستطاعته وحده أن يزيح الفاسدين من التجار والموظفين السماسرة الذين يخونون الأماني بعدم تنفيذ توجيهات الوزير التي تحاول أن تسمع أصوات الفقراء التي قد بلغت من الشحوب مبلغا كبيرا وأصبح صوت أنينها الصادر عن الخور والضعف الغذائي بحيث لا يكاد يسمع. إن الشعب اليمني يكفيه عدوان واحد، ونحن قد استطعنا أن نرده على عقبيه خاسئا وهو حسير يكاد يتميز من الغيظ والقهر، إذ لقنه رجال اليمن جيشا ولجانا شعبية ما لم يكن في حسبانه ولا في حسبان العالم.
نطمع أن تخصص حكومة الإنقاذ أسبوعا للفقراء عنوانه: "مواجهة الجوع" ليتم في هذا الأسبوع ضمان القوت الضروري لأبناء الشعب وهم الأغلبية في هذا الوطن المحصور، كما تخصص بعض ساعات هذا الأسبوع لمحاسبة المرتزقة السماسرة الذين يلعبون بأقوات الناس ويطولون مصادر حياتهم الضرورية من تجار ونافذين ومسؤولين.
إن الحياة لم تعد تطاق، فهناك بعض الأسر التي لا تسأل الناس إلحافا يعيشون الكفاف في بيوتهم الموصدة الأبواب خوفا من أن يتعرضوا للمساءلة وتكفف القادرين الأغنياء. إننا بأمس الحاجة أن نستنفر كل الأقلام وكل المنابر وكل أدوات التواصل في سبيل إنقاذ غالبية الشعب اليمني من هذه المجاعة الماحقة. إن معظم الناس موظفون يعولون الخمسة والسبعة وربما العشرة من الأطفال، ومرتباتهم لا يستطيعون معها توفير الخبز المغموس بالماء ثلاثة أوقات كل يوم، وبناء على هذا فإن الدولة ذات الآذان الكثيرة والعيون الخبيرة قادرة على معالجة هذا الوضع إن آمنت بحق المسؤولية واحترام الذات وصحو الضمير.
إننا بسم الشعب اليمني نطالب بالنجدة والإنقاذ من الوضع البائس الذي يعيشه غالبية شعبنا، وإن الدولة لقادرة -بحسها الوطني وضميرها اليقظ- أن تسرع عملية الإنقاذ، وأن تقول لنا أين يكمن الخلل الذي يحول دون صحو الضمير من قبل ماسكي زمام الأمور، أصحاب الطعام والشراب. وإننا على ثقة بأن الأخ الأستاذ مهدي المشاط قادر ومعه المخلصون من أبناء الوطن على إنقاذ شعبنا من الموت جوعا أو انتحارا. والله وحده المعين.

أترك تعليقاً

التعليقات