فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

في مطلع الثمانينيات حدث زلزال ذمار المدمر، أتى على كل شيء، فبادر الأشقاء والأصدقاء يقيمون جسراً جوياً متتابعاً يقدموت عبره مساعدات عينية إيوائية كالخيام والبطانيات والأغذية... وكان الدكتور عبدالكريم الإرياني هو المشرف على هذه المساعدات التي دلت على حب عميق للشعب اليمني، ولا ننكر أن الشعب السعودي هب في النكبة يساعد عينياً ومالياً، واجب جوار وحق أخوة ورضا ضمير. وأحسب أن انتقاداً لسير المساعدات والتي لم يصل منها شيء إلى المتضررين، بينما صرفت هذه المساعدات لجيوب "حمران العيون"، وربما كان رد الذين سرقوا هذه المساعدات أنهم صرفوا على الصحيح والأصح في مواجهة طلبات أخرى تحتاجها مؤسسة الدولة، وهامشاً لا يزيد على السطرين، وهو أن الإرياني كان يسير في طريقين متوازيين مع فخامة الرئيس صالح، كل واحد يبتز الآخر، فالإرياني كان صاحب فضل على صالح، إذ استخدم علاقته بالغرب وأمريكا بخاصة، ولما بدأ الرجل ينجز مشروعه الخاص "شاله" الرئيس من قائمة القسم الخاص (وزارة الخارجية)، إذ كان عبدالكريم الإرياني يوزع بعض السفارات على محسوبيه رجالاً وركباناً، هذا وزير مفوض وزوجته نائب المفوض وآخر سكرتير... وكان المرحوم الإرياني بعد أن "شاله"، الرئيس من الخارجية التي يدعي بعض الفضوليين أن الحقيبة الدبلوماسية استغلت لتصبح تجارة شنطة، بل إن الحنق والخيبة بلغت بعبد الكريم أن كان يواجه فخامة الرئيس بعنف ودون خوف، وربما كانت "النقولات" توافي المقبور علي صالح بمعلومات مضافاً إليها محذوفاً منها، فيزداد كل من صاحب الفخامة وجناب المعالي حنقاً بعضهما بعض ولا نعلم إن كان رجال حكومة الإنقاذ قد بدؤوا ينفضون الغبار عن ملفات ليبدأ الكاتبون كتابة التاريخ كتابة موضوعية وعلى حياد إيجابي وعدم انحياز. وأحسب أن أربع شخصيات كانوا يعلمون الوضع العام، وهم المرحوم عبدالعزيز عبدالغني والمرحوم الإرياني وباجمال أما الخامس فهو فخامة الرئيس الزعيم كان بمقدورهم أن يجيبوا على سؤال: أين ذهبت أموال الزلزال؟ ويبقى سؤال يراودني هو: متى سيقوم المسؤولون بتأسيس مراكز آمنة لمواجهة الرزايا؟! ولعل النازحين الذين سكنوا في المدارس والطرقات صورة نداء لعمل احتياطات لمواجهة الكوارث وعوادي الزمان.

أترك تعليقاً

التعليقات