فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في علم النحو: «الاسم ما دل على مسمى»، وفي مأثور ثقافتنا العربية: «لكلٍّ من اسمه نصيب»!
وكان العرب يلوذون بالأسماء لتحقيق القوة والشدة، فسموا أبناءهم: «الليث»، «الأسد»، «صخر»... ولكن تختلف الثقافات باختلاف العصور، بمعنى أن الاسم أصبح لا يدل على مسمى، فوزارات ومؤسسات مثل الكهرباء، والمياه، والشباب، والتسليف الزراعي، والعدل... أصبحت لا تدل على شيء، كقول طه حسين في «الشعر الجاهلي»: إنه مكذوب على الجاهليين، لأنه لا يقول شيئاً ولا يدل على شيء! ونحن نريد أن نقول إن هذه الوزارات لا تعمل شيئاً، ولا تدل على شيء! فنحن نتمثل قوله تعالى: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، بعبارة ثامنة وتاسعة: إن هذه الوزارات موجودة بدليل أن لها مليارات الريالات (ميزانيات) شهرياً، وأن لها أصحاب معالي وزراء وأصحاب سعادة نواباً وجماهير غفيرة من الموظفين.
وأكبر دليل وجود يافطة على كل وزارة، وليس وجود موقف سيارات، عدا موقف معاليه وأصحاب سعادته والشؤون المالية بخاصة، والذي هو وزير الظل بحق!!
ألوف بل عشرات الألوف من الشباب الضائع الحائر يعيشون حياة أقرب للعبث، يؤمن غير قليل منهم بأن وجودهم في الدنيا -أستغفر الله- نوع من العبث، فلا وسطاء لوظيفة، ولا إمكانيات لحياة مستقرة!!
ونحن إذ نعرض لهذه الملهاة/ المأساة نكرر الاعتذار للوزراء وقادة المؤسسات، لأنه لا وجود لتصور أو منهج عمل، لأنه لا وجود لعنوان الرؤية الوطنية، ما هي؟! ولماذا؟! وكيف؟! وعلى ماذا؟! وسببها...؟! وآلياتها...؟! وأولوياتها... إلخ؟!
تقتضي الرؤية أن تكون واضحة وضوح الشمس السافرة دون غيم أو عمش أو غبش. ودافع هذه السطور هو الفضول بنية الاستيضاح والاستبصار، وحسب!!

أترك تعليقاً

التعليقات