فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
هاجر سيدنا محمد رسول الله عليه صلى الله وسلم إلى المدينة المنورة قبل أيام من تقليد عبدالله بن أبي بن سلول ملكاً على الخزرج وفرعهم الأوس، فكان أن أشرق نور الله في هذا البلد المبارك (يثرب)، فقلب هذا النور كل نور آخر، وإذ كان يهود يفاخرون الأمم الأخرى ويستفتحون على الذين كفروا بأن بعث الله نبيا جديدا يسير على هدى عيسى وأخيه موسى عليهما السلام والرحمة والبركات، يأتيه وحي السماء، فلما جاء بغير ما تهوى أنفسهم استكبروا وجاؤوا لقتله.
فكر شيخ النفاق وأكثرهم مروداً وحسداً، عبدالله السلولي بن أبي، وفكر معه يهود بألا حياة آمنة مستقرة هانئة هادئة إلا بالخلاص من النبي القادم من حرم مكة، حاضنة أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين. واشتغل الجمعان على وتيرة واحدة في اتجاهين اثنين: اتجاه قتل النبي بأي طريقة، فيذكر أصحاب السير أنه بينما كان الرسول الكريم جالساً إلى جدار بيت من بيوت «بني النضير»، إذا باليهود يريدون رمي صخرة عليه من سقف البيت، فأتاه خبر السماء فأنجاه الله. كما أن زينب بنت الحارث، زوج سلام بن مشكم، أهدته شاة مسمومة.
أما الاتجاه الثاني فيمثله الذين مردوا على النفاق، يضعون إحداثيات خلخلة صف المسلمين وإيقاع الدسيسة وإثارة الأحقاد بينهم. ولا يخفى أن كلا من اليهود والمنافقين شكلوا ثنائياً ضد الله ورسوله وحجب النور الذي أنزل معه، فاليهود حاولوا أكثر من مرة اغتيال رسول الله، تارة «بسم» زوج سلام بن مشكم، وأخرى بمحاولة قتله برمي صخرة عليه لولا خبر السماء.
أما المنافقون فلقد كانوا المدد اللوجستي المعنوي ضد المسلمين ودينهم القويم، وما حصل من تخطيط مع اليهود في «غزوة الأحزاب» دليل واضح على ذلك.
وما مثله بعض المرجفين في حالنا الراهن ليس إلا أنموذجاً وامتدادا للنفاق المبكر في أيام المدينة ومقولات «الكنيسة» أيام الحروب الصليبية؛ فما هو الفرق بين النكرة عبدالله صعتر وشارل قلب الأسد وجورج بوش الذي قال إن الحرب ضد المسلمين في القدس والعراق واليمن، إنما هي بأمر الله!

أترك تعليقاً

التعليقات