فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
يجب أن تتغير المفهومات، فهي كأي نشاط إنساني قابلة للاستطراق وللاستزراع وللتعرية وللنمو وللموات... كأي موضة تأتي وتذهب مُرحّباً بها ومتخلصاً منها.
في علم اللغة، أي لغة، هناك عبارات على مستوى الإفراد والتركيب تحيا، عبارات وتموت أخرى، وتحتل عبارات مواقع أخرى. وفي سورة البقرة أمثلة ظاهرة واضحة، فلفظة «المنافق» تستحيل دلالتها إلى عبارة أخرى هي الشرك، ولفظة «الكفر» تعبر عن معنى الشرك، والسياق هو الذي يحدد المعنى. أما الكفر فيختلف لفظاً ومعنى ورسماً عن عبارة الشرك وعبارة النفاق!
والفكرة سؤال: هل تتغير الدلالة لتصبح ضداً أو عكساً؟ هل تصبح الأمانة خيانة والوطنية عمالة، والثقافة أمية، والتآمر حنكة سياسية...؟! واقع تاريخي معيش، فكثير من التقدميين سقطوا في وحل الرجعية والاستعمار والإمبريالية، وكثير من الليبراليين وقعوا في شباك السلفية، وكثير من الشرفاء تسحقهم الفاقة وهم صامتون... غير أن أسرهم التي خرست وتخرس ألسنتهم تواجه أسئلة الطفيليين محدثي النعمة الذين يخرصون ألسنتهم التي تستنجد بالآلات الحاسبة، لأن ألسنتهم غير قادرة على النطق بأرقام الأموال المفاجئة المنهوبة من أفواه الفقراء والمساكين والأيتام والقواعد من النساء وضعفاء الرجال.
ما هو مفيد من هذا العدوان الوقح الهمجي هو تفنيد الدعاوى الكاذبة التي كان يتشدق بها كثير من الذين استخدموا الثقافة وسيلة رخيصة من وسائل الابتزاز والسرقة والضحك على عقول الصغار والكبار. لقد رفض غير قليل من الحزبيين والمثقفين ريالات السعودية وقطر ودراهم الإمارات وليرات إسطنبول، فتمسكوا بعرى الدين والمبادئ الرفيعة شعارهم الموقفي: «تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها»... وعلى أنصار الله أن يواسوهم ويعطوهم مثلما يعطى الانتهازيون الذين يركبون كل موجة.
من الأعماق تحية للصادقين المجاهدين الصابرين.

أترك تعليقاً

التعليقات