فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مظفر عبدالمجيد النواب، شاعر خرج من ديوان ثورة كربلاء، وسقي من كدح الزنج، ودمغ بخاتم الشيوعية الحمراء، وانفعل بإمبريالية الملوك الأعراب، واهتز طرباً بلحون كوفة أبي الطيب، وطارد الغربة في بيروت ودمشق وبلاد الكفار...
يسكر بخمرة أوراق الإعدام، حيث يخنق الفضاء الرحيب بأنفاس الحرية ونشوة حسن الظن. يضيق الفضاء العربي بنبض الأحرار، وينفسح بهمس البغي الكئيبة. شيوعي أعلن الكفر والخروج على نفاق البعث الممسك بحبات السِّبَح الكهرمان، وبينما لحق مواطنه الحلاج بسماء الملأ الأعلى، تربص بهما الموت في سماء شارقة كظيمة بظلمة سادرة!!
قال نقاد الشيخ أبي الحسن بن هاني: أودى به الخمر فهلك سكراناً. وقالت الأسحار: لقد شرق بخمر المحبة.
مظفر النواب عبدالمجيد لفظه البعث موشحاً بلون الإعدام الأصفر غامقاً، فذهب يلتمس أجواء قرامطة الكوفة، فخيلته مظاهر الشارقة التي لن تشرق! فاستقبلته أحضان عراقات «أبي غريب» بلون الحداد الموؤودات بغطرسة الضرائب الأمريكية المضاءة بلون «القدس عروس عروبتكم... أبناء الـ... لا أستثني منكم أحدا... أبناء الكعبة...». وكما لفظ العراق البعث شبح أخ له من قبل، شامخ شموخ بابل، يسمى بدر شاكر السياب، المسفوح دمه بسكين «أحمدي الكويت»، انفجر ضغط مظفر بشفرة سكين دبساء في مقصلة الشارقة، التي تقطر دراهم ودنانير بشكل السواد. قالت الأعراب: شيوعية لا رحمها الله ماتت. قال الصحو: قنديل توهج ليشعل أزهار الرمان.
بين الشارقة وأبوظبي مسافة متساوية الزمن؛ في الأولى لمع نجم مظفر فأشرقت خيام البدو مهللة مكبرة تعلن الحداد على قلب سكنت خفقاته أحلام طفولة هيجها نور الصباح، وفي أبوظبي أشرقت دماء طفولة وهاد اليمن، وسهول جبالها الباسقة التحدي.
بين طاغية سفك الدماء الحرام، أبوظبي، وبين ملاك رحمة تضخ أوكسجين الحدائق المعلقة، مسافة هي الفاصلة بين الشيطان والرحمن.
مظفر نادى بإسقاط حبل الرذيلة، وخلف «الخليفة» تاريخ إدمان من السحت والبنوك الربا وقهر خوادم هند ولبنان.
بين رحمة رب حنون وجسم تلوثه صاخبات السنين، مسافة تفصل بين سلوك المنون وجسم توقعه عاصفات الجنون. خليفتهم قاتل طفل لم يبلغ الرشد. مظفرنا طاهر الروح والوجد. حملت خليفتهم نتن النفس. مظفرنا تابوته حملته ملائكة مصطفاة، صلت عليه ملائكة ربي من ولادته حتى الوفاة.

أترك تعليقاً

التعليقات