ترامب سيقع في الخطأ الكبير
- عبدالرحمن العابد الأربعاء , 16 أبـريـل , 2025 الساعة 1:06:13 AM
- 0 تعليقات
عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
ترامب لن ينسحب من عدوانه على اليمن، وسيقع في الخطأ الكبير، لماذا؟
الموضوع متشابك مع كافة الأحداث العالمية تقريباً، وسنكتفي بذكر الأهم.
خسارة ترامب جاءت أمام الصين بعد أن أشهرت ورقة بيع كتلتها الدولارية، وبعد أن توسلت الشركات الأمريكية لإعفاء شركاتها القائمة على المواد الخام الصينية، مثل «شركة آيفون»، التي تُقدر قيمتها السوقية بـ12 تريليون دولار.
هذه شركة واحدة فقط. انتم متخيلين الرقم كم!!
الـ«آيفون» تنهار غداً لو رفضت الصين أن تبيع لها المواد الخام من المعادن الأرضية النادرة التي تمثل أهم مكونات الهاتف؛ غير أن مصانعها أصلاً موجودة في الصين، بسبب انخفاض تكلفة الأيدي العاملة وكفاءة المهندسين الصينيين التي تفوق كفاءة الأمريكان.
الخلاصة: تعرض ترامب لهزيمة مدوية أمام الصين وبدأ في الانسحاب التكتيكي حق جماعة الإصلاح. لكن ما هي الخطوات التي فاتت ترامب وكانت ستمنحه الانتصار الساحق على الصين؟! هذا موضوع طويل ويحتاج موضوعاً خاص به.
كما خسر ترامب أمام إيران أيضاً في الجولة الأولى، كيف؟
إيران هي التي فرضت شروطها على شكل التفاوض الحاصل في مسقط، من البداية أرغمت ترامب على شكل التفاوض الحاصل من حيث أن كل طرف يكون في غرفة مستقلة ووزير الخارجية العُماني «رايح راجع.. راجع رايح» أربع مرات ينقل وجهة نظر كل طرف للآخر.
وليش قبلت أمريكا رغم أن ترامب صرح بضرورة التفاوض المباشر؟ مثلما يقولوا «راضيه بالموت يقبل بالمرض».
كلفت إيران شخصاً لقبه «مرهماني» للاتفاق المسبق في المفاوضات لتحديد شكل التفاوض غير المباشر مع أمريكا. والمرهماني هذا مرهمهم من صدق.
قال: التفاوض يكون كل واحد في بلده، وكل واحد يرسل رسالة في أسبوع للطرف الآخر عبر الوسيط، ويكون مع الطرف الآخر أسبوع للرد عليه وإرسال رسالته، وعبر الوسيط.
يعني أقول لك: السلام عليكم. الأسبوع الثاني يجي الوسيط يقول: رد عليك وقال: وعليكم السلام. يرد على الوسيط: اسأله كيف حاله. ويروح يقولها له، وهو يقول: الحمد لله، يرجع بها الأسبوع الثاني...!
وما تحتاج أن تقوله في عشر ثوانٍ بمكالمة هاتفية يستغرق أربعة أسابيع في مفاوضات طويلة مملة.
الموضوع قرّح لترامب الفيوز، وقال: لن تنتهي المفاوضات حتى بعد انتهاء ولايتي، ويقوم يقبل بالحل الوحيد الذي بقي متاحاً أمامهم، وقال: تفاوض غير مباشر، لكن في مكان واحد بحسب ما كانت حددته إيران، والرسائل تنقل عبر الوسيط من غرفة لغرفة أسهل من دولة لدولة، الذي نزل وزنه خمسة كيلو «رايح راجع» في أول يوم من المفاوضات.
لكن ذلك يعني أن أمريكا خسرت أمام إيران الجولة الأولى؛ غير أن إيران حجتها أقوى، قالت: كنا قد توصلنا لاتفاق ووقعنا عليه أيام أوباما، وترامب في ولايته الأولى هو من ألغاه، ولسنا لعبة بأيديكم.
والاشتراطات الأمريكية عالية السقف لا تكون إلا على دولة هُزمت في الحرب، فكيف نقبلها هكذا؟! يضاف إلى ذلك أن التعليمات للجانب الأمريكي واضحة ومشددة من ترامب: يجب أن يخرجوا من التفاوض بنتائج، فلا مجال لضربة أخرى ضد أمريكا.
نأتي لروسيا. مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، سبق أن أعلن أحقية روسيا في الحصول على أربع مقاطعات. روسيا قالت له: يا روح أمك، أما المقاطعات الأربع فقد سيطرنا عليها بقوة السلاح وعلى مساحات أكبر منها في خاركيف ودنيبرو وسومي، وبوتين أعلن من البداية أن كل شبر تم الحصول عليه بتضحيات الجنود لن يتم إعادته، بالإضافة للحصول على المنطقة العازلة.
طيب، يعني ايش أقول لترامب؟!
كلم ترامب أن روسيا ستحصل على سبع مقاطعات كاملة، ولو يتأخر في الرد والانتصارات الروسية تتعاظم، والخسارة الأوكرانية ستزيد، سنرفع من حجم شروطنا كمنتصرين... يعني ثالث خسارة لترامب.
نصل إلى غزة. موضوع غزة يصعب عليهم حسمه رغم كل شيء، فالأمر قد وصل ضرره لمن يعتبرون حلفاء لأمريكا وحامين لـ«إسرائيل»، متمثلين في مصر والأردن، الذين باتوا يشعرون بالضرر الكبير، ناهيك عن موضوع سورية ولبنان وتركيا وتداخل المواقف في بعضها.
وجميعهم للعلم حلفاء لأمريكا، سواء في سورية أو تركيا أو حتى الحكومة اللبنانية، فقط المقاومة في لبنان هي العدو لها، والحكومة تريد تسجيل موقف يحسب لها وأنها من جلبت السلام للبلد، ما لم فكل ما كان يقوله الوعد الصادق صحيح، وأن سلاح المقاومة هو الضامن الوحيد لسلامة لبنان.
وترامب أمهل «إسرائيل» أسبوعين لحسم المعركة أو إيقاف الحرب بناء على طلبها، فباعتقادها لم تعد تحتاج سوى أسبوعين. واليوم تشعر أنها تهورت وتسرعت، فحماس لا تزال باقية على الأرض وتمكنت من تجنيد أربعين ألفاً مؤخراً.
والآن اليمن. رغم أن هناك مواضيع كثيرة ممكن سردها لتعزيز الفكرة؛ لكن ذكرنا الأساسية حتى نختصر الوقت.
ترامب أمام وعود المرتزقة من كافة الفصائل ومناشدته البقاء والاستمرار في قصف اليمن، ووعود خليجية بدفع كامل تكلفة العدوان، وخروج الأمر عن كونه سراً من تحت الطاولة، وتمسكهم بترامب، وخشيتهم من انتهاء فترته وخسارة حزبه ويعود الديمقراطيون دون أن يكون قد قدم لهم خدمة القضاء على من يسمونهم «الحوثيين».
كما أن «إسرائيل» قد وعدته بما لم يسبق لها أن وعدت رئيساً أمريكياً قبله، وقالت: «هيت لك» منا ومن اللوبيات التابعة لنا في أمريكا وجميع دول العالم، المهم تخلصنا من حالة الأرق الذي تسبب لنا به اليمنيون.
وسط هذه الإغراءات التي تصل لترامب من مرتزقة الداخل وأدوات أمريكا وحلفائها في المنطقة، ومن «إسرائيل»، ومن بين تراكم الخيبات التي تعرض لها والإذلال المتلاحق في أغلب الملفات، يجد نفسه باحثاً عن أي انتصار يعتقد أنه سينقذ صورته التي تهالكت وتحطمت في أقل من أربعة شهور منذ استلامه الحكم.
ورغم المغريات الكثيرة لخوض حرب، إلا أن كل المؤشرات تقول له: احذر الدخول إلى اليمن؛ لكنه مضطر؛ للحصول على نقطة واحدة وسط كومات الأصفار التي أحاطت به.
من ناحيتنا ننصح ترامب أن يقوم بضم جارته كندا حسبما سبق له التصريح بذلك، فسيمنحه ذلك فوزاً وتعويضاً أسهل لخسائره، ويوفر عليه خسارة جديدة وموجعة في اليمن تضاف لملفه الحافل بالصراخ والنعيق والهزائم.
ومن يعتقد أن يمن الأنصار لم يعدّ العُدّة لمثل هذا اليوم، وليس لديه خططه واستراتيجياته وتجهيزاته، فهو واهم.
المصدر عبدالرحمن العابد
زيارة جميع مقالات: عبدالرحمن العابد