فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من حق شعبنا اليمني، الذي لم يبق منه بيت إلا دخل حرب أدعياء العروبة والإسلام، الذين لم تعد تخفى منهم خافية، انتماء للصهيونية وإجراءاتها الماسونية، الأعراب الذين أنفقوا أموالهم وستكون عليهم حسرة ثم يغلبون، أقول من حق شعبنا اليمني بكل فئاته أن يعلم ما الذي يعوق مفاوضات عُمان ثم بغداد وطهران، هذه العواصم التي "وصلها" العدوان (وصلة قبيلة) في سبيل أن يكف أنصار الله عن إطلاق صواريخهم وطائراتهم فلا تستهدف آبار نفطهم وتهدم حصونهم "القارونية" وتسفك شهواتهم الحرام!
متى يعلم الشعب اليمني ذلك؟ سؤال يتكرر كثيرا. فهو قد بلغ سن الرشد، وأصبح الواجب أن يعرف ما له وما عليه. إن من حقه على حكومة الإنقاذ -إن وجدت- ألا تقفنا وحسب على مرأى الجنازات التي تحمل أعوادها النساء والأطفال والشباب والشيوخ، أولئك الذين استهدفهم العدوان الفاجر الخصومة، بغير ذنب إلّا حب الاستقلال. ومن الحق ألا يكون اليمن حوشاً للسعودية ولا سلة نفايات لطغيان نزوات الشهوات الرخيصة للجان ترفيه أحفاد سروال الملك المؤسس، وآل الشيخ الجاهل ابن عبدالوهاب "قرن نجد"!!
من حقنا أن نعرف -إذن- ما يدور في هذه المفاوضات التي تشرف فيها الحرب على عامها التاسع. نعلم يقيناً أن صمت هذه المفاوضات مطلوب، كيلا تتأثر حركة جريانها؛ ولكن ما ضر محمد عبدالسلام لو أطلعنا على عشوائية ما يطرحه السعوديون؟! فساعة يطلبون أن يضعوا حداً فاصلاً يضمن أمنهم، وساعة أخرى يطلبون أن نكون كلاباً بوليسية تحمي مملكتهم من دخول المخدرات، علماً أن أمراء المملكة تجار مخدرات، قد علم ذلك من لا يعلم من عرب وعجم. أما ما يُضحك فإن من شروط بني سعود أن يتعهد اليمنيون باحترام اتفاقية التنازل عن المخلاف السليماني (نجران وجيزان وعسير)، وأن تؤكد هذا التنازل الأمم المتحدة. وشرط آخر هو أن يسمح اليمن بمد خط أنبوب للنفط عبر الأرض اليمنية إلى البحر العربي، وألا يتخذ اليمن أي قرار حرب أو سلم ولا يعقد أي صفقة سلاح ولا يعين موظفاً في أي منصب سيادي إلا بعد المشاورات مع الأشقاء في المملكة، وأن... وأن... إلى آخر هذه الـ"أنَّات".
نقول: ولماذا جاهدنا؟! ومن أجل ماذا قتلنا ها هنا وها هناك؟!
ربما تبالغ بعض الجهات في طرح مثل هذه الشروط أو تلك، وقد يدخل في صياغتها خيال الكهان أو أخبار المنجمين؛ ولكن لماذا لم تتدخل الجهات الاختصاصية فتوافينا بالخبر اليقين، فنخشى أن تكون هنا تسريبات تخدم مصالح العدوان.
لا بد أن تكون هناك ثقة بين الحكومة والشعب، فشعبنا ما يزال يضحي، وقليل في حقه أن يحصل على خبر صحيح؛ لأنه دفع ما لا يكافئه ثمناً!

أترك تعليقاً

التعليقات