فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

ينظر إلى الثورة، أي ثورة، بأنها استئصال لكل ما هو سلبي دفع بالناس إلى الثورة التي –حتماً- ستأتي بالبديل الأكثر إيجابية، وهو ما يسعى من أجله الثوار الأحرار.
كنت في تهامة بعد شهرين من عمر ثورة أنصار الله، فلم تر أيها الفضولي التعزي غير شعور بالبهجة والتفاؤل. فلقد اغتصب النظام القديم غير قليل من أراضي تهامة فأباح للقرابة والسائرين في ركاب "القائد" ألوف "المعادات" ليحرسها أهلها المغصوبون. ابتهج الناس في تهامة، كما ابتهج الذين من قبلهم في الجنوب، عدن وتعز، بهذه الثورة ليستردوا الحق المغتصب. وبالفعل استرد بعضهم حقه ضمن آلية شرعية وقانونية تتضمن إثبات الحق بملكيات موثقة. ولعل العودة إلى تقرير باصرة سيحدثنا بوضوح كيف كان الرئيس "القائد" أعطى من لا يملك من لا يستحق.
ولم يقف الثوار الأحرار عند قضية إفقار أهل تهامة والجنوب ومصادرة أملاكهم؛ وإنما بدؤوا يخففون عن المواطن أعباء كثيرة من ظلاماتهم في مجالات كثيرة. تلك الظلامات المرهقة، حيث القضاء متحيز للغني وللقوي وللوقح.
والسؤال: هل تعب أنصار الله من إنصاف المظلومين فلزموا الصمت؟
تماماً، أدرك أن الثورة، أي ثورة، قد تجد صعوبة في اجتثاث الفساد دفعة واحدة؛ ولكن على هذه الثورة متابعة إنجازاتها. وأهيب بوزير المالية فتح "ملفات" التعويضات إذا كان أقارب الرئيس "القائد" يدعون ملكيات كثير من الشوارع والطرقات والمنشآت، فتأتي التوجيهات "بسرعة التعويضات واستكمال الإجراءات"، فتصرف الملايين، ولن تستغرق العملية غير شهر بالكثير. وأناشد الوطنية والشرف والقدرة والكفاءة الأخ الأستاذ علوي صالح السلامي أن يشهد بالحق بكيفية استكمال الإجراءات ونهب أراضي الناس!
المطلوب يا أنصار الله إنصاف المظلومين ورد حقوقهم التي لا تقف عند الأرض وحسب، ولكن أي حقوق.
هامش: نهيب بأنصار الله أن يراجعوا مفهوم "المشرفين" في كل مؤسسات الدولة، فالذي بدا للظهور والمباشرة هو أن بعض المشرفين يستحقون الجلد والتعزير، إذ أصبح هؤلاء "يبتزون" الناس والتجار بخاصة، بدعواهم جمع المال للمجاهدين تارة والقيام بجمع المال للجرحى وإعانة أسر الشهداء.
والسؤال: لمن يشكو الذين يتعرضون لهذا الابتزاز؟

أترك تعليقاً

التعليقات