بلا فواتير
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لا تكاد تصل فاتورة الكهرباء حتى تسبقها فاتورة الماء، وما إن تفرغ أسطوانة الغاز حتى يسبقها إنذار الشرطة بإخلاء الشقة التي قد تكون دكاناً في قلب الشارع...!
فواتير تهطل كالمطر، وفاتورة ليست جديدة ولكنها مستعجلة، فاتورة القسط الأول من المدرسة والجامعة التي تخطت بقحة بالغة دستور الجمهورية اليمنية الذي ينص على أن التعليم حق لكل مواطن. وإذا قدر لهذا المواطن أن يملك هاتفاً، فإن فاتورة الاتصال تصله في أقرب وقت، والجامع لهذه الفواتير شيء واحد، وهو محاربة المواطن وتعكير حياته! فمن أين لهذا المواطن هذه الأموال لسداد هذه الفواتير؟!
هذا المواطن الذي -بحكم ظروف العدوان البغيض- يقوم هو وأولاده بجمع القوارير الفارغة من الشوارع ليشتري بها أقراصاً من الخبز كيلا يموت جوعاً!
نحتاج يوماً في السنة على الأقل نعلن فيه عفو المواطن من الفواتير، عنوانه: «يوم بلا فواتير»، بمقابل إعلان يحترم فيه القاضي المرتشي والموظف الفاسد عدم قبول الرشوة، وشعاره «يوم بلا محسوبية أو رشوة»!
إلى من يهمه الأمر:
المواطنون مرهونون للكهرباء والمياه وفواتير العيادات الخاصة والعامة؛ فمن ينصفه؟!
الفقير والغني في بلادنا شخصيات من الغلبانين الذين لا يملكون أقواتهم، وقد كنا مطمئنين لبدائل تساوي بين الناس في الحقوق والواجبات وتنشر العدالة في عالم الفواتير؛ ولكن هذا البديل لم ينشط ولم يفعل.
أيها الأثرياء في الكهرباء والمياه والمشافي والمدارس والجامعات! اتقوا الله في الفواتير التي هي صورة أخرى مطورة من فواتير عزرائيل عليه السلام.
يا سيد عبدالملك! «الموساد» في كل مكان يحاول تفكيك وحدتنا الوطنية وعلاقاتنا الأسرية والدينية والاجتماعية؛ فلا بد من تتبع «الموساد» في كل مؤسسات المجتمع!

أترك تعليقاً

التعليقات