طلع البدر
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
وأشرقت الأرض بنور ربها، وقدم شهر ربيع الأنوار، بشير الإنسانية بالقيمة الحقيقية للإنسان، وهي خلافة الله في الأرض، يقيم العدل ويحقق السلام للبشرية وليكون العالم مشمولاً بهذه الرحمة المهداة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، والعالمون هم ما سوى الله تعالى من إنس وجان وشجر وبشر وحيوان.
لقد كان مقدم سيدنا محمد، عليه وآله وصحبه السلام، بركة شاملة عمت خلق الله جميعاً، وغيرت الأوضاع رأساً على عقب، فتبدل الخوف أمناً والحرب سلاماً والبغضاء شفقة ورحمة والاقتتال مودة... تغير العالم من همجية إلى عرف هو التصالح بين أبناء البشر والتآخي بين الناس كافة، وهذه نعمة من نعم الله يذكر بها عباده: "واذكروا إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم وأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأخرجكم منها"، وأي نعمة أكرم على الله وعلى الإنسانية من الوحدة بين أفراد المجتمع، الوحدة التي تجمع الشمل وتكون المجتمعات على كلمة سواء من العدل والرقي وأداء الواجبات والاحتكام إلى شريعة السماء؟!
إن الاحتفال بشهر ربيع الأنوار احتفال بقيمة الكرامة الإنسانية لكل الخلق، وتوكيد لكل القيم النبيلة التي جاء بها سيدنا محمد ليؤكدها ويضعها معالم على الطريق. ربيع الأنوار هو توكيد لخلق النبي الكرم السائر على الصراط المستقيم، صراط الله الذي من سار على هديه يهديه الله سواء السبيل ويرزقه الخير ويمنحه الطمأنينة في الدنيا والآخرة.

أترك تعليقاً

التعليقات