فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من مطلع السبعينيات حتى اللحظة ودول الخليج تنفذ حرباً ضروساً ضد الشعب اليمني. وأحسب أن الأشقاء في الخليج استشاروا خبراء يهوداً في كيفية تدمير الشعب اليمني الشقيق، فاختاروا لهم قتل حضارته، فأسرعوا ينتشرون في الحاضرة والريف اليمني يبحثون عن مخطوطة ومصوغات الفضة والكهرب و»دسوت» النحاس! يشترون كل ذلك بدراهم معدودة. ولما تنبهت السلطات لهذه الحرب المدمرة التي تستهدف ذاكرته الوطنية ومصادر ومراجع انتمائه الوطني والقومي، ضعف الضمير في موانئ الوطن اليمني، بفعل فقر الفلوس وفقر النفوس، فاشترى الأعداء المهربون إذن الخروج بالورق الأخضر والأغبر، فهربت نفائس المخطوطات وأطنان الفضة والنحاس ومئات التماثيل، التي هي بمثابة خرائط «طبوغرافية» تؤرخ لحضارة اليمن القديم! ولما استيقظ الأمن الراقد، قامت الحقيبة الدبلوماسية من ناحية والوجاهات القبلية بالتهريب، وأقام مهربو الآثار بناء متاحف خاصة بهم لتكون بمثابة مجمعات تستضيف نفائس الآثار تمهيداً لشحنها.
في 95 كانت زيارتي الأولى للمملكة المتحدة (بريطانيا). كنت في زيارة علمية لتحصيل مخطوطات تساعدني في إنجاز بحث الدكتوراه. فزرت المتحف البريطاني الذي يرى في واجهته بعض تماثيل يمنية وقد وضعت في ركن زجاجي مكتوب عليه (south Arabia) (جنوب الجزيرة العربية)، ومثل ذلك رأيت في متحف اللوفر في باريس، وفي روما. ومعظم هذه المتاحف تحفل بالتراث اليمني والعربي الذي سرقه لصوص المستشرقين وأعراب الخليج. كتب ومدونات رصدت ببلوغرافيا المخطوطات اليمنية. من بين هؤلاء الكتاب د. حسين عبدالله العمري، والمستشرق كارل بروكلمان. أما من ناهبي الآثار وأصحاب المتاحف الخاصة كـ»المُسْتَسْرِقْ» «مَقْوَلة»، ولا نعلم أما زالت الآثار في قصره المخصص للآثار أم أخذها أنصار الله؛ فالسؤال: أين هي؟!
لا بد أن تقوم وزارة الثقافة بحملات توعية للحفاظ على تراثنا المخطوط والمنحوت والمنقوش، لأنه أمر يتعلق بالانتماء الوطني.
ومما يؤسف له أن رأيت بعض في بيوت مأرب القديمة أحجاراً أثرية قد عمرت كثيرا من البيوت، ولا بد على الأقل من توثيقها توثيقاً حديثاً.

أترك تعليقاً

التعليقات