فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

في نهاية السبعينيات حضرت محاضرة للشاعر عبدالله الفيصل، ولد الملك فيصل. كانت الدعوة مفتوحة. فحدثنا -تقريباً كان هذا العنوان- عن جانب من جوانب تربية الملك فيصل. وأذكر أنه في نهاية محاضرته أتاح وقتاً لأسئلة الحاضرين. وأذكر أني كنت أول السائلين: سمو الأمير، هل الوقت مناسب للسماح بالحزبية في المملكة؟ فكان رده: إن لدينا دستوراً أخطر من كل حزب، هو القرآن الكريم!
وأذكر أنني أبصرت أستاذي السعودي الفاضل "سعد محمد الهليل"، الذي درسني في ثاني إعدادي "اجتماعيات"، فأبدى امتعاضه من السؤال.
هامش: أستاذي المذكور هو الذي صحح غلطة إملائية، وهي كتابة اسم (isreel) "إسرائيل" أن الصحيح هي الكلمة (israel). وأذكر أنه عندما ألقيت هذا السؤال "الفضولي" التفتت الصفوف الأولى تقريباً إلى الخلف من هذا السؤال "المذهل"! والحق أن رد سمو الأمير الشاعر كان مهذباً، رغم أن الدستور (القرآن) عالج الجواب بآيات كريمة مباركة تحض على تصحيح الأخطاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبعدما سلمت على أستاذي السعودي استوقفني سعودي آخر ليسأل هذا السؤال وطرحته على قسمات أستاذي، ونصه: "ويش بلاك يا خوي تسأل ها السؤال؟!"، فلم أرد، لأني لم أكن فضولياً بدرجة مناسبة وكافية. والسؤال الآن يعود بصيغة أخرى: "لو كانت هناك حزبية في المملكة هل يمكن أن تسمح بهذا العدوان الهمجي الظالم على اليمن؟". هناك مقولة تتردد من أن هناك بعض أفكار حزبية داخل منطقة 5000 أمير سعودي تسخر من "مقبح بن هلكان"، وهو الرمز الكودي لمحمد بن سلمان عندما سمح بهذه الحرب التي عملت على تقليص ميزانية الأسرة المالكة، بل إن أمره "بتأميم" بضعة مليارات وملايين الدولارات على أصحاب "السمو" الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء واضح، غير أن التذمر في هذه المنطقة لا يعني إلا مضاعفة المبالغ مع زيادة فترة السجن لأصحابها.
ويرد على ذهني الآن سؤال آخر: لو كانت أحزاب عندنا في اليمن هل كان بإمكانها أن تلحق بسمو الأمراء ومعالي الوزراء في السعودية فتعلن قادتها "أصحاب القرار الحزبي" خيانتهم فتجمد على الأقل انتسابهم الحزبي لميلهم العدواني ضد وطنهم، أم أن الولاء الحزبي هو دستورهم القرآني أيضاً؟!

أترك تعليقاً

التعليقات