فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
قال صديق: لماذا تلومون صغار الكتاب المرتزقة الذين غادروا إلى عواصم العدوان؟ ومضى يقول: إن هؤلاء أرادت أحزابهم أن تكافئهم على جهدهم المبذول في الإرجاف وبث الشائعة ونشر تخذيل المجاهدين ضد المحتل الغاصب. وسمعت في الباص أحدهم يخوض في هذا الحديث نفسه، فقال: لقد حاولت أن أمنع ولدي من السفر ولم أعرف أنه سافر للرياض إلا من بكاء أمه التي قالت إنها باعت له سلسها الذهبي مصروفاً إلى عدن حيث استلم ما يقابل ألف ريال سعودي مع تذكرة بواسطة محل صرافة عدن الرياض. كنت أعلم أن ولدي والشك يراودني أنه منتسب لحرب الإصلاح، فقد كان يخطب بعد كل صلاة يحذر المصلين من أن هناك دعوات تهدف إلى التحريض للجهاد في سبيل الله تعالى والغرض الحقيقي هو الدعوة للاستعمار القديم الأمة الفارسية الغازية لليمن قبل الإسلام، وبعد أسبوعين من خطابه المتحمس زارني أحد ضباط الشرطة إلى البيت ونصح ولدي بحق الجوار والصداقة أن يكف عن الحديث في السياسة وألا يكون بوقاً لأعداء الوطن وقال إن ابنه خريج الجامعة لم يحصل على درجة وظيفية من خمس سنوات مرت على تسجيل اسمه في الخدمة المدنية مثل كثيرين من زملائه!
والمشكل أن هذا الحزب يقوم بعملية "فرز" حين يستدعي أفراداً بأعيانهم ليلتحقوا بالمرتزقة من الخارج، إذ تتدخل المحسوبية والرشوة في هذا الإطار، ولقد غادر جماعة من المنتمين لحزب الإصلاح إلى دول العدوان وأكثرهم إلى دولة قطر، مع أن قوانين الخدمة المدنية والجامعات اليمنية ملزمة بأن يلتزم أستاذ الجامعة لوقت محدد للإعارة والتفرغ العلمي وكأن الجامعة اليمنية تؤهل كوادرها لدول العدوان!
والحق يقال إن الفقر كافر، وعلى الحكومة مقاومة الكفر بالإيمان، وفي هذا بلاغ.

أترك تعليقاً

التعليقات