فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

لقد أشرت في تناولة أني عاتب على الرئيس الشاب مهدي محمد المشاط، وهو يتحدث عن الفساد حين قال ما فهمت النص كاملاً: "أما المليارات فقد هربت مع من هربوا، وهناك ما يُسمى واجبات "الإنتربول" تقضي بالقبض على من سرق أو هرب بعد إدانة الجهات الاختصاصية، ولهذا نوجه السؤال للنيابة العامة: هل تكتفي بالبلاغات عبر التواصل مع الجهات التي هرب إليها "جلاوزة" النظام السابق؟ أم أن القانون يقتضي إنشاء محكمة بهذا الخصوص؟ ولذا فإني فهمت أن الأخ المشاط يتيح لمن سرق المليارات أن يقيموا مشروعاتهم و"هم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
ومن هذا المنطلق، أدعو إلى أن تتقدم زعامات الدولة بإقرار مالي عن الأموال التي يملكونها، مالاً وعقاراً، لنقطع دابر الأقاويل التي تذهب أبعد من هذا، فيقولون إن بعض قيادات تبتز التجار وغيرهم من أجل "المجهود الحربي". نريد أن يتأكد القائمون على الأمر من ذلك، علماً أن بإمكان اللصوص أن يحتاطوا فلا يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية. وأرجو من الجهات الاختصاصية، إذا كان الأمر قانونياً، ألا يكتفى بالإدانة (الإعلامية)، وهو ما حدث أخيراً من الإعلان عن مصادرة أو على وجه الدقة التحفظ على أموالهم المنقولة، وغير المعقولة، وإنما المطلوب الإفصاح عن مسوغات الإجراءات التي بموجبها صدر هذا الحكم أو ذاك. هل حقيقي أن بعض الشخصيات تبتز أصحاب الأموال بحجة دعم المجاهدين؟ أو أنها تقوم بغسل هذه الأموال، وهي طريق كان فيها علي فاسد سباقاً، أو بعبارة أخرى كان رائد السبق فيها علي فاسد. ولقد تابعت قناة "الهوية"، ويا لهول ما سمعت، كيف كان عفاش "محنشاً"، وأحسب أن ما تذيعه هذه القناة لا بد أن تتصدى له النيابة أو إلى تدقيق نيابة الأموال العامة، لأن المبالغ مهولة، وأنا أدعو النيابة العامة إلى أن تقوم بدورها الوطني كجهة اختصاص، أن تعتبر ما نقدمه بلاغاً رسمياً يجب البت فيه بموجب القانون والدستور. وإلا لماذا جهرنا وثرنا؟!
وملاحظة أخرى، وهو سؤال أدلى به مواطن كان يسمع الراديو ونحن نركب الباص، وبلهجة مستفزة: "أين مسيرة وأين طلي؟! مفروض يدخل في القائمة عبدالله الأحمر وأولاده، فهناك أموال بيت حميد الدين التي صادرها "شيخ البيعة"، بحسب المرحوم عبدالحبيب سالم، على اعتقاده أنها دية لأهله، مع علمنا أن الشيخ استلمها من رؤساء الجمهورية مثني وثلاث ورباع، ابتداءً بالرئيس السلال، وليس انتهاءً بالفاسد.
وليس أخيراً، فإن على القيادة أن تتقرب إلى الجماهير ليزداد الذين آمنوا إيماناً، وإننا نسير على صراط المسيرة القرآنية.

أترك تعليقاً

التعليقات