تفريط!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لكل شعب من شعوب العالم تقاليده وعاداته، وبخاصة في المناسبات الأسرية والدينية.
ويستعد اليمنيون للترحيب بالشهر الكريم، فتقبل ربة الأسرة على تهيئة المنزل، فتطهر المكان وتغسل الأثاث... وللأسف، تكتب أكثر من قائمة حاجيات مضاعفة، غير مقدرة ظروف فرضها أشقاؤنا الخليجيون، وهي ظروف قاسية، ليس أقلها الجوع والفقر والمرض. ويقبل أطفال اليمن على تذكر الأهازيج والأناشيد التي ترحب بالشهر الفضيل، وتزدحم الأسواق بالفراغ الذي تملؤه ربة الأسرة بحاجات ليست ذات ضرورة، ويقبل التجار «الفجار» بالغلاء الفاحش، ليشاركوا في قصف عمر المواطن، وقد كانت صلاة التراويح «تغاوي النسوان»؛ لكن ماذا نسوي «لبعض الفرغ»؟!
إننا بأمسّ الحاجة لملء الفراغ ونفيد من الوقت.
إن الموضوع «ملغز»، فلا نعلم ما سر إغلاق باب محو الأمية.
وقال لي أحد الفضلاء: يا أخي، ماذا أسوي مع مرتي؟! إن ثلاثين سنة -عمر يعني- ولم أستطع أن أفهمها أن عبارة «لا حول ولا قوة إلا بالله» تشكل على هذا النحو: حَوْلَ بفتح الحاء، وسكون الواو، فكلما وجدت وقتاً ونشاطاً لا تشكل لفظة «حول» على ما سبق، أجدها تضم الحاء على نحو مستفز!
الآن يسد الفراغ عادات جديدة، فلقد سمعت أن مناسبة الزواج تستدعي المرور ثلاثة أيام فيما يتعلق بالملبس، ويوم «للزفة» القروية، وثانٍ للبس الصنعاني، وآخر للثوب التهامي، ثم آخر للبس الحضرمي، أما آخر يوم فلكفن الزوج!
أيها الفرغ من المشائخ وعقال الحارات وأئمة الجوامع، اتقوا الله، فالوقت يمر بسرعة!

أترك تعليقاً

التعليقات