فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من قضايا المجتمع المسلم الأثرة والأنانية، توكيدا للجهة المنفكة بين الحاكم والمحكوم، مما أثر على البنية الصغيرة (الأسرة) والبنية الكبرى (المجتمع)، وولّد شرخاً وقطيعة في البناء الاجتماعي العام. وعمق الإعلام -مرئياً ومسموعاً ومقروءً- هذه الهوة إلى درجة أن الحاكم أصبح -وهو لا يستحق- يظهر بمظهر الإله المعبود، فالحاكم لا يرى الجماهير إلا أشباحاً من نافذة سيارته المصفحة، وهم لا يعلمون في أي مصفحة هو، وعيونهم تتطلع إلى الحاكم بأمره جلالة أو فخامة الزعيم وسمو الأمير باهتمام تطمع أن تتأنى الكاميرا لتستمتع الجماهير بطلعته البهية، ويصبح الحاكم فوق الأسطورة، فهل يأكل الحاكم كما يأكل الناس ويشرب كما يشربون وينام كما ينامون ويتزوج كما يتزوجون ويلبس كما يلبسون؟! وكيف يقضي حياته ويمضى وقته...؟!
ومما يزيد الطين بلة (بلَّات) أن هذا الحاكم المعظم في بعض البلدان يطلق عليه «صاحب الجلالة» كما في السعودية والبحرين، أو صاحب السمو (الكويت والإمارات) و»أمير المؤمنين» (المغرب)... وتردف هذه المواجع عبارة «المفدّى»، بمناسبة أن يعلم الآخرون أن له شعبيه عند شعبه المشعب الذي لا تربطه بأمير المؤمنين وصاحب الجلالة والفخامة والسمو أي رابطة سوى رابطة الفصل وعدم الوصل، والغياب. ولسوء حظ الشعب المسكين أن له من المنابر الإعلامية على مستوى الجامع ووسائل الإعلام الأخرى نصيباً من التدجيل والتطبيل والتهويل والتضليل ما يثير في الحاكم شهية المزيد من نهب الثروة وسلطة العبودية وقهر الأمة الظامئة للعدل والحرية والمساواة.
إن المفترض من الحاكم العربي المسلم أن يكون الأسوة الحسنة لشعبه. وبمناسبة العدوان ضد اليمن وتفشي ظاهرة الجوع أن يتنازل مجلس الرئاسة والوزراء والسادة أصحاب المعالي الوزراء عن ثلث مستحقاتهم للأسر الساكنة الدكاكين والعيال الجائعين. والله خير الشاهدين يا أمراء المسلمين!

أترك تعليقاً

التعليقات