فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

على فرض أنني ضيعت مبلغاً من المال تجشمت تجميعه من فترات، ومعه بطاقتي الشخصية وهاتفي الذي يسرت لي شراءه أم الأولاد، وعلمت فيما بعد أنها باعت سوارها لذلك، فمن أين يمكنني أن أسترده؟! سيقال لي -بعد استفتاء شعبي جماهيري- هذا الشعب وهذه الجماهير: انتبه تذهب إلى أي قسم شرطة، بل ينبغي أن ترفع كفيك بالدعاء ونحن نؤمّن معك "آمين، اللهم عليك بهم"! يعني قسم الشرطة أو أقسام الشرطة في كل أنحاء الجمهورية، اللهم بددا واحصهم عددا ولا تترك منهم أحدا!... وبعد شهرين أبلغني صديق أن الشرطة حصلت على ضالتي، وذهب معي إلى قسم الشرطة، وقال لي: مبارك عليك، ونرجو أن تكتب الآن إقراراً باستلام المفقودات (وبالفعل كتبت استلاماً بذلك) وتفضل أخي العزيز بطاقتك الشخصية وانتبه تضيعها مرة أخرى عيب عليك! قلت ومبلغ الـ70 ألفاً والتلفون ومقابل الفجيعة؟! قال: العلم عند الله، ما وجدنا غير البطاقة، والبطاقة أهم من كل ما ذكرت، ولقد كافأ الأفندم مبلغاً وقدره 5000 ريال لأخيك أحد أحفاد بلال عليه رضوان الله والسلام... وفي الأثناء دخل مواطن يشكو السراق قاموا وسط نهار يأتلق نوراً وضاحا فسرقوا عليه وعلى جيرانه صحون الدش التلفزيوني... يكاد يختنق مرارة وألماً وفجيعة... أخرجت له 5000 ريال، وقال: أدخلها، لأن الأفندم بين لحظة وأخرى ينظر لهذه الـ5000 نظرة متيم عاشق من قبائل "عذرة" فرع المحويت الموبوءة بمسؤولين لصوص كما يقال، ونتيجة لتعامل المواطن مع الشرطة نؤكد ألا علاقة، بل نذهب إلى أن العلاقة منفكة ومتوترة بينهما، ونصيحة خالصة: لا تذهب إلى قسم شرطة، لأنهم لن ينصفوك وإنما قد يأخذون ما بقي من مالك، وإذا دخلت القسم ستجد جمعاً منهم قد التفوا حولك، كلاً يريد أن يساعد، بمن فيهم رئيس القسم.
والسؤال: كيف نعيد الثقة المحترمة بين المواطن والشرطة؟! وفي بعض المدارس في كل بلاد العالم يوجد في منهج التربية الوطنية درس عن واجبات الشرطي نحو أخيه المواطن. فسيارة النجدة تتدخل عندما يحتاج الموقف سيارة إسعاف أو مطاردة لص أو ضبط عصابات، ولا نريد أن نقول وعند شراء القات. ولا بد من وضع حلول تساعد بل تستعيد هذه العلاقة بين المواطن والشرطي، وأول الحلول مضاعفة الراتب لرجل الأمن، فراتب رجل الأمن استفزازي يجعله يحقد على المواطن وعلى زملائه وعلى المجتمع وعلى نفسه، بل لا بد أن يتدخل مجلس النوّام -عفواً النواب- وشركاه لحل المشكل.
ولنا عودة.

أترك تعليقاً

التعليقات