فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

في "تعز" بل تقريباً في اليمن، مثل مشهور: "الصميل خرج من الجنة"، كناية بلاغية تصريحية مفادها أن الدولة إذا أرادت أن ينفذ لها أمر ينبغي أن تتخذ الحزم للحسم.
في خطابه للقضاء والعدل بخاصة تحدث الرئيس المشاط أمام الإعلام وقال إن سبب معاناة الشعب اليمني هو فساد القضاة، واستدعى قبل ذلك الأخوين وزير العدل ورئيس مجلس القضاء، وأصدر تعليماته بأن على الجهتين أن تقدما تقارير ستحول لجهات الضبط لتتخذ إجراءات رادعة ضد الفاسدين في المؤسسة العدلية، وبالفعل نفذت توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية وصدرت أسماء بعض الفاسدين "المزورين" أمناء بعض المناطق المنتحلين صفة أمناء شرعيين، ورأيت بعضهم وهو يعالج خطأه. وبما أن فخامة الرئيس من نبت تربة الشعب فهو يعرف مشكلاته المستدامة والمحدثة، فلقد وضع يده على الجراح بوضوح، أن شعبنا يفتقد الحكم العادل في محاكم القضاء. وأنا أدعو إلى مصادرة قصور القضاة فقراء الأمس وأثرياء اليوم، بمن فيهم أمناء الزور، ليس قصورهم وحسب وإنما عقاراتهم الأخرى وأراضيهم المسورة وغير المسورة، وعندما يكون هناك انسجام بين مؤسسات الدولة تنضبط الأمور فوزارة الداخلية قامت ونأمل أن تستمر بالقيام بالواجب فضبطت بعض المزورين وهرب الباقون!
نعلم أن بعض رجالات الدولة سيقومون بالوساطة للمزورين، فلتعلم جهات الاختصاص أنهم مسؤولون أمامنا نحن الشعب وأما الدولة لأنهم في التزوير والعذاب مشتركون!
الدولة مسؤولة عن متابعة قراراتها وتوجهاتها، فنحن نطمع ألا يكون الاتجاه إلى الإصلاح نزوة سرعان ما تفتر وتخمد وتهمد، بل لا بد من المتابعة، ولا تأخذ الجهات الاختصاصية بالفاسدين من أمناء المناطق الشرعيين وعقال الحارات أصحاب الأختام الباب الأول لتجنيس الأجانب لا تأخذهم بهؤلاء وأولئك رأفة في دين الله. وأذكر قصة طريفة مصدقة لضرورة الحسم حصلت في إحدى مدننا اليمنية مضى عليها ما يقارب عقد زمن، فلقد كان هناك واحد، المظلومين يكرر لازمة لغوية هي: "... عاره من يقول إن به حكومة"، يرددها بصوت جهير في الشارع غدواً ورواحاً، فلما ضاق به جهاز الأمن لقي في الجهاز ما لقي، وهو في جلسة تحقيق، فلما أطلق سراحه استبدل الورد الأول بورد سابق وهو: "ملعون بن ملعون من ينكر أن هناك دولة"! والمطلوب بهذه الكلمات القصيرة أن تتابع وزارة العدل والداخلية توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية في هذا الخصوص الذي يمثل أحد وجوه العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات