فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
رأيت -مصادفة- احتشاد النظام الحاكم في صنعاء، برئاسة فخامة الأخ المشير مهدي محمد المشاط، وحضور قادة الوطن اليمني، ورأيت خلفهم عنواناً عريضاً: «اللقاء الموسع لتدشين مشروع بناء الدولة اليمنية الجديدة.. اللقاء الموسع لإصلاح وتطوير القوانين...». ولم ألحظ بقية العبارة؛ لكني لاحظت أن كلمات لا تخلو من حماس ألقاها الأخ رئيس الوزراء الدكتور ابن حبتور والشيخ يحيى الراعي والأستاذ أحمد حامد والأخ وزير العدل. وللأسف لم أتمكن من سماع كلماتهم. وأقدر أن هذه الكلمات ستعبر عن إرادات وأمنيات تعد مطالب شعبية عزيزة وغالية. ولكني كالعادة أزعم أن لهذه العناوين طنيناً وجعجعة أسمعها ولا أرى طحيناً. وهذا شيء طبيعي، فثورة 21 أيلول/ سبتمبر لما تزل تحبو في طريقها إلى الرشد، وطبيعة الثورات عند ثوار العالم أجمعين هي إطلاق الأمنيات والصعود بالأنظار إلى الأعلى. بعبارة أخرى: ينبغي تحديد المصطلحات واحترام دلالاتها، لكي لا تأخذنا موجة الطموح العاتية، فنموت.
والجواب قبل السؤال: أي قوانين في هذه الأرض تحتاج إلى إعادة نظر تشذيباً وحذفاً وإضافة، وتنص على ذلك بعض دساتير الأرض في كل دورة زمنية لا تقل عن عشرين سنة. ولا يعلم كثير من اليمنيين -وأنا أحدهم- متى كتب دستور الجمهورية العربية اليمنية ولا أي قانون من قوانينها، فلا بد من التغيير، فما صلح للأمس لن يصلح لليوم.
إن كل الشعارات الماضية، ومنها شعار الرؤية الوطنية، إما أنها ماتت وإما في طريقها إلى الموت؛ لأنها نشوة، وإن كانت ذات بريق، لأن المنادين بها لا يعلمون على وجه الدقة ما هيئتها على المستوى الحدّي أو المعرفي. ورؤيتي الخاصة أن كل شعار لا ينتج غير عجز في ميزانية الدولة.

أترك تعليقاً

التعليقات