القضاء من ثاني وخامس عشر (1)
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لن نضيّع الأمانة مهما كانت شاقة؛ فليغيره بقلمه على الأقل. وأمانة الكلمة أن تساعد أهل القرار على اتخاذ ما يجب، من باب أن «الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»! فأي مجتمع لا يصلح حاله إلا عبر طريقين:
العدل: فالذي يثير المشكلات ويخلق الثورات هو الشعور بالظلم. وفيما مضى كان العلماء يشعرون بواجبهم، فيصرخون محذّرين وحاضّين ولاة الأمر على تتبع منابع الفساد واستئصال شأفته، أي أن العلماء كانوا ملاذاً للشعب في وجه غفلة أولي الأمر الذين انشغلوا بجمع حطام الدنيا وزخرفها وزينتها. أما في عصرنا الحاضر فإن الشعوب الإسلامية تطحن وتحرس أصواتها ولا أحد ينصرها ولا يعينها على أداء حقوقها ورفع مظالمها، فلا حول ولا قوة إلا بالله!
قال أستاذ كبير في الجامعة، في مقيل حضره وزير عدل سابق: «أخي الوزير، لقد كثر الظلم، وكاد بل ضاع العدل، فمن ينصف المظلوم؟!».
قال له الوزير: «أنتم معشر المثقفين تتحاملون على القضاة والقضاء، وتبالغون في الشكاوى والبكاء»!
قال الأستاذ الدكتور: «أخي الوزير، ما رأيك نخضع أنا وأنت للعقل والمنطق والعدل، نتحرك أنا وأنت والإخوة الموجودون في المقيل الآن ونذهب جميعاً إلى قسم شرطة، وصباحاً نذهب إلى أي نيابة أو محكمة ونعمل استبياناً طرياً من أفواه المواطنين، ونسأل سؤالاً واحداً: هل العدل موجود أو غائب؟! وهل أنصفتهم المحاكم أو النيابات؟! وهل دفعوا رشوة طيلة تقاضيهم أم لا؟! فإذا قالوا إن هناك عدلاً، فأنا على استعداد أن أمزق شهادة الدكتوراه وأخضع للقضاء ليقول فيّ كلمة العدل، وإذا قال المواطنون إنه لا يوجد عدل ولا قضاء ولا قضاة، فعليك يا معالي الوزير أن تقدم استقالتك»!
قال الوزير: «لا أستطيع، وستغلبني، وقد غلبتني»!

أترك تعليقاً

التعليقات