فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
«ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر».
هذه الآية وردت في سياق إقامة الحد في الزاني والزانية، وهي تشمل مَن يسرق ويأخذ حقوق الغير، وينهب حق الدولة، ويقضي بغير الحق، ويقتل النفس التي حرمها الله، ومن يقبل الرشوة، ومن يغتصب الجمارك ويسرق الضرائب، ويأكل مال الوقف وأملاك الدولة ويستغل وظيفته العامة...
في مكان سالف نوهت بهذا الفتى الشاب محمد علي الحوثي، والمكنى بـ«أبي أحمد»، وقلت إنه ارتقى مرتقى صعباً حين تولى منصب رئيس للعدلية. وأقول «صعباً» لما فيه من حرج وإحراج، ولما في هذا المنصب من قدرة فائقة على كسب العداوة والبغضاء كما هي العادة، ينتشر موضوع الوساطة حين يرزق الله المجتمع بمن يقوم بتطبيق القانون ويقيم شريعة الله ورسوله.
هناك عبارة فقهية: «العادة مَحكمة». هذه العبارة المطاطة غيرها «المنتهزة» أو الانتهازيون لمصالحهم الشخصية، فقد درج هؤلاء العادون المعتدون على توجيه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والأمثال السيارة وفق رغباتهم الدنيا.
إن كل -ولا أقول بعض- مشكلاتنا تعود إلى فساد القضاة، ولهذا فإن الحياء من أخص خصائص الشخصية اليمنية، فنطلب إلى أبي أحمد ألا تأخذه رحمة بالمفسدين البغاة، وألا يقبل وساطة هؤلاء المفسدين.
وإني أوصيه بتقوى الله، وأذكره بأن حكم الناس في بلادنا وانطباعهم عن القضاء بأنه فاسد، ولهذا فإن القيادة توخت الحكمة حين اختارت أبا أحمد رئيساً للجنة العدلية، لما تتوافر فيه من صراحة في الحق ونزاهة وسلوك، فهو قد دخل القصر الجمهوري رئيساً للجنة الثورية بحقيبة ملابس، وخرج بها، وعالج كثيراً من القضايا بعدل وحكمة ولما يزل.
لما سبق نريد أن نعلن في أذنيه وبأعلى أصواتنا بأنه يحتاج إلى فريق من «المخبرين» الذين يطلعونه على ملفات ظلامات تعج بأصوات المظلومين الضعفاء والفقراء المساكين، مواطنين عاديين وموظفين وشرفاء وطنيين، لا يقدرون على شيء في مواجهة الطغاة الظلمة من المتنفذين اللصوص وأصحاب «عارضة» اللسانة واللغاجة، ملفات سرقة أوقاف وأملاك الدولة وملفات «الجمركيين» و«الضرائبيين» الذين أصبحوا أثرياء، أصحاب ملايين، يخرجون ألسنتهم هزؤاً وسخرية من الشعب اليمني، بعد أن كانوا أشد فقراً «يحكّون بالشقف» بحسب المثل اليمني.
وليس آخرا، فإن هناك ملف الحزبيين الوطنيين، الذين رمى بهم النظام السابق السارق إلى مهمه الفقر والبؤس، لا يكشفون أوراقهم من التعفف والشعور بالكرامة.
فيا أخ محمد، اجزم بالقوة واصدع بالحق، ولا تأخذك بالفاسدين رأفة في دين الله، ونصرك من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات