لهذا صار حُجّة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إن أهم ما تميز به سيد شهداء الأمة (ر) هو: الصدق في السر والعلن، والمحبة الحقيقية للناس، والحرص حتى على مشاعرهم من ما قد يؤذيها. ولن يعرف عنه يوماً أنه أجل البت بقضية جاءته من بيئة المقاومة أو من الجمهور اللبناني، لشخص مظلوم أو طالب حق من أحد، أو صاحب حاجة لجأ إليه لقضاء حاجته، وحتى في ذروة العدوان الصهيوني في كل مرحلة، فلا يمكن لشيء أن يحول بينه وبين الناس، ولا يمكن له أن يتأخر عن القيام بما يطلبونه منه مهما كانت الظروف، فالمجتمع بالنسبة له روحه الذي لا ينفصل عنه لا في حرب ولا في سلم.
من هنا صار الشهيد الأقدس حجة على كل القادة، وصار حزب الله بقيادته حجة على كل الحركات والتنظيمات، فما هي نظرة السيد الأمة لمجتمعه، التي باتت هي نظرة الحزب أيضاً؟
إنه ينظر إلى الناس وعامة الشعب على أنهم أولياء النعمة والأساس بعد الله تعالى في كل نجاح ونصر، وعلى أنهم يشكلون البحر الهادر الذي تمخر فيه سفينة المسيرة نحو شاطئ الأهداف، فتصل إليه بأمان، وعلى أنهم يكونون العمق الذي يزخر بالكنوز المعنوية والمادية الكفيلة بإمداد المسيرة بكل ما يلزمها للاستمرار، من غير كلل أو تعب، وعلى أنهم يمثلون بعد ذلك البوصلة التي تحدد الاتجاه، والمنارة التي تهدي إلى الطريق، وتعصم من الانحراف.
إن إرادة وحضور أمة حزب الله في كل ساحات الجهاد والدفاع، والدعم السياسي والمادي والمعنوي وتحمل أعباء مقاومة العدو من قصف وتدمير وتهجير بروح أبية وعالية، كان له الفضل الأكبر في تحقق النصر وهزيمة العدو «الإسرائيلي».
لقد احتضن حزب الله شعبه ودافع عن وجوده وحريته وعزته وكرامته بكل غال ونفيس، حتى غدا ذلك يشكل الهاجس الأكبر، والهم الدائم لقيادة حزب الله ومجاهديه، لذلك بادل الناس قيادتهم والمقاومين مزيداً من الحب والوفاء، والذي ترجم في الاستعداد للمزيد من التضحية والعطاء.
إن معنى أمة حزب الله هو أن جمهور الحزب من الناس المؤمنين والغيارى يشكلون جزءاً لا يتجزأ منه، فالناس هنا ليسوا جمهرة من المتفرجين المتحمسين يصفقون من بعيد، بل جزء من العمل والمسيرة وحركة الجهاد لهم دورهم الذي يطلعون به ومهامهم الأساسية التي لا يستغنى عنها.
إنهم بحق أمة للحزب، الذي يأبى إلا أن يكون نهر أرواح مجتمعه الذي تصب فيه جداولها وعيونها.
لهذا أحبوا السيد، واسترخصوا كل شيء فداء له وللمقاومة.

أترك تعليقاً

التعليقات