رشقةٌ بأحجارٍ من حروف
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
مَن الملوم سواك أيها المتقلب في بساطٍ من أحرفٍ من جمر؟ ومَن المسؤول غيرك عنك أيها القاضي مدةً من العمر سجيناً في سجن الأوهام المبني من الشعارات الرنانة، والمفاهيم الحقة، والمبادئ العليا والسامية، والقيم الفضلى، والمعاني الصادقة، والمواقف الجليلة، والمضامين الوحيانية المقدسة، التي كما تعرف يا أنتَ لم تجد لها حملةً جديرين بصونها، والدفاع عنها، وتبليغها للناس، وتعميمها على الواقع، وبناء الحياة على ضوئها؟
جاهلٌ أنتَ بتاريخ النبوءات والرسالات الإلهية، وناسٍ أو متناسٍ لتاريخ الأئمة الأعلام، والقادة الهداة إلى سبيل الرشاد، لذلك غفلتَ عما يفعله الأحبار والرهبان اليوم، ولم تلفت انتباهك كثرة السقائف التي يضج بها الواقع، والمتحكمة بكل ما يجري في مختلف ساحات وميادين ومجالات الحياة والأحياء، والمنتجة في كل ساعةٍ من ليلٍ أو نهار للعشرات ولربما المئات من المعتنقين للدين، والملتزمين بعبادة الله رب العالمين بناءً على ما تقرره العقلية التجارية التي اختصوا بها دون سواهم.
صحيحٌ أنك قد خُدِعتَ بمظاهرهم الموحية بالزهد في كثيرٍ من الأحيان، ووقفت على السطح في معرفة شخصياتهم وتفكيرهم وأهدافهم، ولكن ذلك لا يعفيك من المسؤولية، ولا يسقط عنك شيئاً من الواجب، ولا يبرئك من الجريمة، ويدفع عنك الذنب، فقد كان الأحرى بك أن تبحث بين الناس عن كم سعدٍ حتى اللحظة قتلته الجن، وكم أبي ذرٍ تم نفيه إلى الربذات التي لم تعد تحصى، وكم عمارٍ يتم ضربه بلا رحمة في كل مكان وعلى مدار الساعة مادياً ومعنوياً، وكم طلحة وزبير وعثمان وعبدالرحمن لدينا، الذين لهم الحق في تملك القصور، وامتلاك أقوات الناس، والتحكم في مصائرهم وأرزاقهم.
تلك رشقةٌ أخرى بأحجارٍ من حروف، فهل تصحو أيها الغافل؟

أترك تعليقاً

التعليقات