بين المطايا وحملة النهج
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
أيتها الأقلام والألسن الممعنة في عدائها لكل ذي فكر حي ونظرة ثاقبة وحس عميق، منطلقهُ إحقاق الحق، روحه ثورته، وعيناه وقلبه ولسانه المسيرةُ القرآنية قيادةً ومنهاجاً؛ هونوا عليكم، فليس المبين للاختلالات، الواقف في وجه الخطوات المنحرفة عن سواء السبيل، والأفكار المصيبة للباطل باسم الحق، والشخصيات القائمة بظلم الناس باسم العدل، بناقمٍ على الثورة والثوار، أو أجيرٍ للعدو، أو عميلٍ لأجهزة مخابراته، حتى تقفوا منه هذه المواقف، وإنما هو اليقظ في حراسة مكتسبات الثورة، الحريص على ألا تذهب تضحيات ومصابرة ومرابطة ومعاناة اليمنيين هدراً، الراغب ببقاء قيم ومبادئ وأخلاقيات الثورة والمسيرة حيةً حاضرةً في كل الساحات، حاكمةً لكل الواقع، يعيشها كل إنسان، ويحتمي بظلها كل بيت وأسرة وقرية ومنطقة ومدينة، الطامح لرؤية اليوم الذي يكون فيه واقع الحكومة والسلطة كواقع الجيش المجاهد المؤمن المخلص الحر الوثاب المبادر المسارع بالخيرات، السباق لما يرضي الله في كل عملٍ يعمله من أجل الناس، وصون شرفهم، وتحقيق عزتهم، ودفع الشر عنهم، البعيد كل البعد عن العشوائية والعبث والارتجال، الصاعد دوماً في مقامات بلوغ الكمال بعلم مقترنٍ بالإيمان، وإيمان مجسدٍ بالعمل، المعبر بصدق عن حمل روحية الولاء، والمؤكد بدمه وعرقه لمعنى الانتماء الحقيقي لدينه ورسالته وشعبه وأمته.
أن مَن يعول عليه العدو إلحاق الهزيمة بنا، بعد أنْ ذقنا حلاوة النصر، هو مرتكبُ الأخطاء والتجاوزات، المفسد في زمن الخير والصلاح، المتجند تحت لواء الهوى والجاه والمنصب وعلو المكانة، العامل على إرضاء غروره، وفرض نفسه على الناس بالقيد والكرباج، لا مَن ينتقده ويدعو لإيقافه عند حده، وقطع يد ظلمه وبغيه وفساده من الواقع. وليس أمرّ على العدو ولا أقسى من وجود مَن يقف بوجه الانحراف في صف الحق، ويقول: لا للظلم والفساد والعشوائية والاستهتار بالثورة والثوار، نعم للبناء والتغيير في ظل ثورة مستمرة، وقائد رباني، وشعب حر مقهور تواق للعدالة والانعتاق من ربقة الظالمين والمفسدين، التي عانى منها لأكثر من نصف قرن، ولا تزال تحاول العودة إلى الشوط من جديد، لكن بلبوس الثورة وخطابها، فتقتلعها من الجذور، بعد أن تمسخها وتشوهها من الداخل برهة من الزمن.
إن المسيرة نهج يا أصحاب الانتماء الشكلي، وليست أشخاصاً، وذاك ما لا تقوون على فهمه، كونكم أتباع أشخاص، محكومين بالعصبية، باحثين عن المصالح، لذلك تشعرون بأن أي دعوة لتصحيح المسار، وتجفيف منابع المزريين، ستُفقدكم مصالحكم وامتيازاتكم. إنكم مطايا بشر، لا حملة نهج، وانتماؤكم صادر عن الحاجة والطمع، لا عن القناعة والوعي والالتزام.

أترك تعليقاً

التعليقات