في المسكوت عنه.. ضوابط التحرك
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يفاجئك بعض ساستنا أحياناً بما يطرحون ويتناولون لاسيما ما كان متعلقاً بنشاطهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي يطلون من خلالها على الناس ويتعرف الجميع على رأي هذا المسؤول أو ذاك تجاه ما نعايشه من أحداث وتمر بنا من قضايا ونواجهه من تحديات.
ولعل كثرة انقطاع بعض هؤلاء إلى أعمالهم وشدة إخلاصهم لمناصبهم هما البعدان الأساسيان اللذان بموجبهما تتهيأ الأرضية التي تنمو على تربتها عناصر المفاجأة التي تحصل لنا كما سبق وبينا في مستهل هذا الحديث، وليت الأمر متوقفٌ على حصول المفاجأة والدهشة اللتين تدفعانك أكثر للإعجاب بهذا الشخص أو ذاك من خلال قدرته على ابتكار الحلول وسرعة بديهته في الوصول إلى استنتاج مقترحات ومعالجات لبعض ما نعيشه من مظاهر سلبية في الواقع العام، والتي تختلف نوعيتها وكميتها من مؤسسة إلى أخرى من حيث الزيادة والنقصان، ومن حيث وجود الخطورة أو عدمها في ما يتصل بقضايا الوجود والمصير، لكون هذا شبه منعدم في ما يتناولون ويطرحون، وخصوصاً أن طرحهم في بعض الأمور وتناولهم لبعض القضايا يوحي لك بوجود هوة بين هؤلاء وبين النهج الذي لا بد لهم من التزامه، والتحرك حسب ما يضعه لهم من حدود وضوابط يسيرون عليها، وإلا ما تفسيرنا لوصف أحد ساستنا لأحد كبار القتلة والمجرمين في صفوف العدوان بأنه المقاتل الحر الشجاع، هكذا قدمه بكل جراءة، لا لشيء إلا من أجل استغلال ذلك الشخص لتعميق الخلاف بين فصائل مرتزقة ومنافقين تجمعت أجسادهم واختلفت وتفرقت قلوبهم، متناسياً أننا ننتمي إلى مسيرة قرآنية تراعي الدقة في الحكم الشرعي ولا تتحرك إلا بوحي الله بعيداً عن وحي الذات مهما بدا ذلك مغرياً ومشجعاً على مخالفة النهج والميل عن الخط ولو مؤقتاً، لما لذلك من فائدة في ما نحصل عليه من انتصار وتقدم في ميدان الحركة، ولكن على حساب إلحاق الهزيمة بالفكر والخط وإن بدا الإنسان منتصراً في تقدم الخطوة وتعاظم إنجاز حركة الذات التي تسير بمعزل عن الرسالة، وفي ذلك يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: "قد يرى الحُوّل القلّب وجه الحيلة ودونها حاجز من أمر الله ونهيه فيدعها رأي عين وينتهز فرصتها من لا حرج له في الدين".

أترك تعليقاً

التعليقات