إليك وحدك أكتب هذا
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
أخي، أيها المطلق العنان لفكره التحرري الخلاق، المتمسك بقضيته، والواعي لدوره، المخلص لرسالته، المدرك لما يجب عليه فعله، العامل في سبيل الله والمستضعفين، الساعي لإنجاح ثورته، لا تبتئس إنْ بدا لك في أحايين كثيرة أن إثاراتك الفكرية، ونصائحك التوعوية، وقراءاتك النقدية للواقع، ومحاولتك الجادة في تقويم الاعوجاج، وتصويب النظرة، وتصحيح المسار، مهجورةٌ من قبل الجميع، ومضروبٌ حولها الكثير من الحجب والموانع والأسوار، بحيث يستحيل عليها الوصول إلى سمع أحد، ويُحرّم عليها الاقتراب من الأذهان، كي لا تكون سبباً في إيقاظ عقول، وإحياء ضمائر، وخلق إرادات، وبناء دوافع لإحداث نهضة ما في أي مجالٍ من المجالات، فهناك مَن يراهن على بلوغك نقطة اليأس من حدوث التغيير المنشود والتام والشامل، ويرغب أن يراك عديم الحيلة، مشتت الذهن، فاقداً للعزيمة، مجرداً من الصبر، الذي يمثل بالنسبة لك السلاح الذي لا غنى عنه، في رحلتك الجهادية، دفاعاً عن الحق والحقيقة، في مختلف ساحات الحياة، وينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي تسير فيها القهقرى، مولياً دبرك المتربصين بنا الدوائر، ومعلناً في حضرته وأمثاله استسلامك المذل والمميت، داخلاً بعد ذلك في خانة الأرقام التي وضعها أنصاف المؤمنين، وأنصاف الثوار، وأنصاف الرجال، لاستيعاب حسابات السوق، وباذلاً كل ما لديك لإشاعة فكر الجمود والضعف والانهزامية، الذي يراد له أن يسود، بلا منازع.
يجب أن تواصل مسيرة العطاء التي أفنيت في سبيلها زمناً من عمرك، وأوقفت لها ما مضى من حياتك، وكرست لأجلها قواك، وآثرتها على راحتك، وإذا ما وجدت أنك كلما شعرت باقتراب لحظة تفجر وانبعاث النور، ازداد الظلام تمكناً ورسوخاً وتمدداً وقوةً واتساعاً، عليك أن تزداد إيماناً بقضاياك، وتبدي الإصرار المضاعف على استكمال رحلتك التي انطلقت خلالها، حاملاً لرسالة الأنبياء، وفياً لدعوتهم، مبلغاً لكل المبادئ والقيم والأخلاقيات والأفكار التي اختطها الأئمة والأولياء والصالحون بالدم والمداد عبر العصور، فتلك هي الأمانة التي حملوك إياها، وقالوا لك:
إذا قوي المحتالون على سلبك القلم، وحالوا دون بلوغ صوتك إلى الناس، فاختر أبلغ الأساليب بياناً، وأعظم الأدوات إيصالاً لما تود قوله، وأكثر الطرق تأثيراً على الوعي الجمعي في كل جيل، وذلك فقط عن طريق الاستعداد للتضحية والفناء في سبيل ما تدعو إليه، فلتحترق ذاتك، مادام احتراقها سيجعلك نجماً في سماء الحسين، عليه السلام، ثم ما الداعي لشعورك بالغبن، والأسى والحسرة حينما ترى الحق منبوذاً، لا يجرؤ أحدٌ على اصطحابه سوى القليل، مادمت ستصبح معدوداً ضمن الذين آثروا الحضور في عاشوراء، وصاغوا من موقعهم الكيفية التي بموجبها يمكن تفجير ينابيع الحياة الحرة والكريمة، من قلب الصحراء.

أترك تعليقاً

التعليقات