عفافيش في وضح النهار
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لدى بقايا العفافيش أساليب كثيرة، وطرقٌ متعددة، في تزييف الحقائق، وخلط الأوراق، وتضليل الرأي العام، إلى الحد الذي جعل أحد قيادات مؤتمر أبو راس، مؤخراً، يقول عبر إحدى القنوات التلفزية في العاصمة صنعاء، بأن المتصدر لجبهات المواجهة لقوى العدوان عسكرياً هو المؤتمر الشعبي العام، وبأنهم هم الذين يقدمون التضحيات دون سواهم، وبأن لهم الحضور الأبرز من بين كل الجهات والتنظيمات، في مختلف ميادين وساحات الشرف والبطولة.
هكذا بكل جرأة وصفاقة وقلة حياء، ظناً منه أن الشعب اليمني لايزال سوقاً رائجاً لبضاعتهم الكاسدة، وأن العامة من الناس مازالوا على عماهم، بحيث يمكن لكل تلك الأباطيل والأكاذيب أن تلقى قبولاً لديهم، لأنهم لم يستوعبوا حتى اللحظة أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق، وأنه بالقدر الذي صبر وضحى وبذل واستبسل، على امتداد ثمانية أعوام، قد انعكس كل ذلك وبالقدر ذاته على وعيه وتفكيره وثقافته، ولا يمكن لبقايا الوصاية والعمالة العودة إلى المشهد من جديد، على حساب تضحيات هذا الشعب، ليلتفوا من جديد على كل المكتسبات التي تحققت لليمنيين، نتيجة ثورتهم، وصمودهم في الدفاع عن وجودهم وقضيتهم وقيمهم ودينهم، وليعودوا بالوضع إلى ما كان عليه قبل ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، وذاك ما لا يكون ولن يكون، فالحقائق قد ظهرت، والأقنعة قد زالت، ولن يعود بالإمكان لخبز عفاش وعجينه تقمص دور المنقذ أو المخلص، وإن عملوا بكل ما بوسعهم، على خطف الأضواء، وبذلوا جل طاقتهم في سرقة الانتصارات، فلن يفلحوا أبداً.
ولم يقف ذلك العفاشي عند هذا الحد، بل تمادى أكثر وأكثر، فقال عن زعيم مليشيا الخيانة بأنه ليس خائناً، ولا عميلاً، واعتبر أن الهبة الشعبية لإخماد فتنة ديسمبر، كانت نتيجة أن الشعب اليمني مغرر به ليس إلا، وأن سلطة الأمر الواقع هي التي دفعت إلى ذلك، فعفاش لم يفتح صفحة جديدة مع العدوان، ولم يدعُ للانتفاضة الشاملة، بوجه الثورة المباركة خدمةً للعدوان، وإنما قتل هكذا في بيته مظلوماً.
أما عن مواقف أحمد عفاش، التي كان آخرها مباركته لرأس النظام السعودي المعتدي والقاتل والعميل بنجاح العملية الجراحية، وتمنياته لـ»الزهايمر» بدوام العافية، وكذلك رسالته التي تضمنت اعترافه بشرعية الفنادق وغيرها... فقد قال هذا العفاشي: ماذا تتوقعون منه أن يصنع، وأنتم قتلتم والده، وشردتم أسرته، ونكلتم بهم، وأخرجتموه من بلده!
ثم يحاول بعد كل ما قاله العمل على إخفاء نواياهم وحقدهم مجدداً، ولكنه يقع في ورطة أكبر، فهو معترف بقيادة الثورة، والسياسي الأعلى، لكونهم يمنيين، الأمر الذي يجعله، حسب تعبيره، قابلاً للاعتراف بأي سلطة مستقبلية، مادامت تنتمي إلى اليمن، حتى وإن كان من سيحكم هم يهود من أصول يمنية.

أترك تعليقاً

التعليقات