وهنا أيام الله أيضاً
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
نحن مدينون لرجال المقاومة والجهاد في فلسطين ولبنان بحياتنا، ومدينون لغزة العزة والمظلومية بكل شيء، لأن قيمة أي فكرة أو عمل تمثل المعنى والروح الحاضنة له؛ ولأن الخطر الداهم الذي يؤثر في أصل وجود أي حقيقة، إنما يتمثل بتحريف قيمها؛ ولأن المقاومة حقيقة استطاعت أن تبث في جسد الأمة المنهك روح الاقتدار... واستطاعت أن تحيي في الذاكرة والوعي المهزوم معنى الشوق والأمل والمستقبل. ولأن المقاومة اليوم باتت بذاتها قيمة كبرى من قيم العزة والعنفوان والحياة، وهي بذاتها اليوم تخوض أخطر صراع تُستخدم فيه قوة الإرهاب الدولي، كما تُسخدم فيه كل العدة المفاهيمية التي ترى في طلب الشهادة انتحاراً ومغامرة، وفي الحياة ركوناً للذين ظلموا، ودعةً تبحث عن استرضاء أسياد القوة والمال والسلطان، ولو على حساب الذات والذاكرة والتاريخ، وإعدام الحق، وقضايا الأمة والوطن، والإنسان وارتهان الواقع لسماسرة الصفقات الدولية والإقليمية.
لذلك يجب الدفاع عن آخر مقومات العزة، وأكمل مداليل القيم، وأوضح سبل الحق، والدفاع عن المقاومة في فلسطين ولبنان هو استجابة لنداء الرسل والأنبياء والأحرار في التاريخ، كيف لا وهي سرُّ إخراج الناس من ظلمات التبعية والأسر، إلى الحرية والاستقلال؟! وهو ما أشار إليه الله في محكم تنزيله: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأيام اللَّهِ. هناك كانت ظلمات فرعون والعبودية، وهنا ظلمات الكيان الغاصب وانتهاك حرمة الأرض والشعب والحقوق في لبنان وفلسطين وكل هذا العالم المستضعف. هناك كان فعل النور الإلهي أن تشق عصا موسى البحر لينفلق جسراً للتحرر يتلوه بحر يغرق فرعون وقواه الغاشمة. وهنا فعل النور الإلهي مقاومة صنعت الطوفان وخرجت بيضاء صافيةً كالتماعة الشمس من بين القرى والبيوت والدساكر المحرومة، لتشق تيه القلق والنسيان، مقتحمة صراط الشهادة نحو الحياة، لتصنع للحياة نصرها وعزها. ولتغرق وحش الموت في بحر الخيبة والضياع.
هناك كانت أيام الله التي يجب ألا تُنسى يصنعها نبي الله موسى (ع) بقيادته، وهنا أيام الله تصنعها الشهادة وقيم الشهادة التي جعلت من الموت عشقاً للحياة، يرفع شعارها ومعناها كل مجاهد في الميدان.

أترك تعليقاً

التعليقات