تلك هي الحلقة المفقودة
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يا لها من لحظةٍ تاريخيةٍ عظيمة بما تشتمل عليه من أسس ومقومات تصل ماضي هذا الشعب المجيد بحاضره، وتضع بين يديه رؤىً ومنطلقاتٍ لبناء المستقبل.
نعم، فلا شيء ينقصنا، فنحن الآتون من رحم الإسلام الثوري المحمدي العلوي الحسيني ثقافةً وفكراً وروحيةً وانطلاقةً وغايةً وهدفاً، ونحن الواجدون في سلفنا الثائر المجاهد المضحي في سبيل الله النماذج الحية الخالدة، التي باستطاعتها أن توفر مادةً تربويةً شاملة لبناء الجيل، وتحقيق المناعة الداخلية من كل ما هو وافد ودخيل ومزيف ووهمي ومنحرف ومحرف وهدام، وتقود نحو التكامل الإنساني والتفاعل والتثاقف الحضاري، والاستفادة من كل ما هو صحيح وسليم وبناء، وتوجد إحساسا وشعورا داخليا، يدفعنا نحو الارتباط بواقعنا، والفهم لطبيعته، والإدراك لما يعانيه إنسانه في كل جانب من جوانب حياته المختلفة، وتعزز فينا ضرورة العمل الجاد والفعال والمستمر في الليل والنهار لتوفير وإيجاد كل ما نحتاجه لتحقيق النهضة الشاملة.
إنما كيف السبيل لبلوغ ذلك ونحن لانزال نعيش وهم بلوغ الكمال المعرفي والاجتماعي والسياسي، معتقدين أن القيم والمبادئ والأخلاق أمورٌ تنتقل بالوراثة من جيل إلى جيل، وأن محاولة التفكير خارج الصندوق الذي أدخلنا أنفسنا فيه مضيعةٌ للوقت، وكفرٌ وانحرافٌ وخروجٌ عن الملة والدين وكافة الثوابت والمسلمات الإلهية والكونية والفطرية الإنسانية؟ مَن يقنع القائمين على جميع مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية والشعبية لاسيما تلك المعنية بالفكر والثقافة والخطاب الديني والإعلامي والتربية والتعليم؛ أننا اليوم في مقام مرحلة مفصلية بكل المقاييس، مرحلةٌ توفرت فيها كل العوامل والمقومات التي من شأنها أن تبني دولة، وتحقق نهضة شعب؟
ليتهم يفهمون ما معنى وجود الشعب الحي المسارع السباق في كل الميادين، لنصرة قضايا دينه وأمته! وليتهم يقفون ولو لبرهة من الزمن ليتفهموا مقدار التداخل والتكامل والترابط والانسجام والتعاضد بين الشعب الحر وسيد ثورته الهمام علي عصرنا أبو جبريل (نصره الله)، وليتهم استطاعوا فهم ولو عشر معشار المنهاج الذي بين أيديهم، ووعوه وعي النابهين اليقظين إزاء حركة الزمن، وكثرة الأحداث والمتغيرات، لأدركوا حينها ما لهم، وما عليهم.
إننا اليوم لا ينقصنا وجود القائد، ولا نفتقر إلى وجود الشعب الحي المتحرك القادر على العطاء في كل شيء، التواق للحرية والاستقلال والنهوض المادي والمعنوي، كما لسنا شعبا دون قضية، بل نحن حملة هم رسالي تنويري تحرري لكل بني الدنيا، وقد شهدت بذلك معركة «طوفان الأقصى»، وما تلاها من عدوان صهيوني أمريكي حتى اليوم، ولكن مشكلتنا تكمن في وجود جمود عام، وتدن بارز، وامتلاء وهمي مخيم على كافة المجالات المتعلقة بنشاط الدولة والحكومة، باستثناء الجانب العسكري، وبعض المؤسسات والقطاعات الأمنية، وتلك هي الحلقة المفقودة في حاضرنا باختصار.

أترك تعليقاً

التعليقات