جاهلٌ قال، فقلت
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
قال: ليست المشكلة في إيران خدمية، فمشاريعهم الخدمية أفضل من كل الدول العربية باستثناء دولتين نفطيتين، بل وأفضل من كثير من الدول الأوروبية، وليست المشكلة تقنية فهم تجاوزوا كل الدول العربية بمراحل في التطور الصناعي والتقني، بل ووصلوا في 49 سنة إلى ما وصلت إليه أوروبا في 350 سنة، وليست مشكلة فشل اقتصادي فهم الدولة رقم 19 في العالم في القوة الاقتصادية رغم أقسى أنواع الحصار، المشكلة في إيران إهمال المعركة الثقافية والإعلامية وبقية أنواع الحرب الناعمة التي استطاعت شيطنة النظام الإيراني وتضخيم وعملقة سلبياته والتقليل من إنجازاته بل تقزيمها في مشاعر وذهنية الكثير من أبناء شعبه، والمشكلة هي الغفلة عن أهمية المنابر التعليمية والتربوية والمناهج، صحيح أن إيران استطاعت بعون الله احتواء هذه الاضطرابات وأعمال الشغب، ولكن يجب أن تخرج من هذه الاضطرابات بكثير من الدروس التي ربما تعامى عنها الكثير من قادتهم، وهي كذلك تعطي بقية أبناء محور المقاومة درسا مهما حول أهمية المعركة الثقافية والإعلامية.
فقلت: لا يوجد اهتمام بأي جانب في الجمهورية الإسلامية يرقى لمستوى اهتمامهم بالتربية والتثقيف، ولا يجوز إسقاط فترة خاتمي على الفترات اللاحقة حتى اليوم، وكم سيكون مفيداً لنا فيما لو اتجهنا لقراءة نتاجهم الثقافي والفني العظيم، فهناك مئات الكتب في مواجهة الحرب الناعمة، ومثلها في التعبئة، وآلاف الكتب في الدفاع المقدس، ومثلها في الثورة ونهجها وأهدافها، وفي خطابات ومحاضرات قائديها الطاهرين والإمامين العلمين، اللذين لم يتركا شاردة ولا واردة إلا وبيناها، ولكن المشكلة في وجود قلة من الذين لم يعيشوا زمن ما قبل الثورة، فوقعوا في شرك التضليل الذي يرعاه الاستكبار، والذي يوجه أكثر من 300 قناة ناطقة بالفارسية لتسميم العقول، هذا كمثال بسيط، كما لا يخفى على أحد حجم الشخصيات الإيرانية التي أثرت الثقافة والفكر بالكثير من الدرر والنفائس، التي كان لها حضورها المتميز على الصعيدين: عالمياً، وإسلامياً، وأنا واحد من الناس الذين وجدوا في الثورة الإسلامية: شخص وروح عليٍ وبنيه، وعايشوا من خلالها زمن عودة الحسين ثورةً ومنهاجاً.
إن كل قطاعات ومؤسسات الدولة هناك تسير وفق توجيهات المجلس الأعلى للثورة الثقافية، بما في ذلك الجانب السياسي بشقيه: الداخلي، والخارجي، كما أن عدد التعبويين المؤهلين يصل إلى عدد سكان بلدنا، فلا نجعل من بلبلات الاستكبار موضع شاهد على وجود ضعف ثقافي هناك.

أترك تعليقاً

التعليقات