في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
إننا عندما نقول يجب أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب يفهم الكثيرون أننا نطعن في الأشخاص من ناحية العقيدة والالتزام والسلوك والأخلاق، مع أن هذا لا دخل له في ما نريد ولا صلة له من قريب ولا من بعيد في المعايير التي يقوم بموجبها تقييمنا ويترتب عليها نجاح العمل أو فشله.
ثم إن قضية الإيمان بالله لا تنفى عن شخص نقول له أنت غير كفؤ في مجال عملك، لأن الكفاءة من حيث الوجود والعدم هي بالأساس مبنية على قدرات وقابليات واستعدادات نفسية وفكرية تتفاوت من شخص لآخر ولا علاقة لها بمستوى إيمان الفرد والتزامه، وقد فهم الكثيرون وللأسف الشديد قول الشهيد القائد في ملزمته "في ظلال دعاء مكارم الأخلاق" فهماً خاطئاً ومغلوطا، يقول الشهيد القائد سلام الله عليه ورضوانه: "إن جندي الله مهامه تربوية، مهامه تثقيفية، مهامه شاملة"، والشهيد القائد يقصد بذلك جندي الله في إطار الوحدة الإيمانية والأخلاقية والإنسانية التي تربطه بجنود لله آخرين يتحركون بنفس الخط ويسعون لذات الهدف ويحملون نبل الغاية الواحدة التي بموجبها تتحد قدراتهم وتتكامل أفكارهم وتتساوى نفوسهم، فتترابط وتتآزر وتتكامل النفوس وتصب القدرات جميعها كالجداول في مصب واحد يشكل بمجموع ما ينصب فيه نهرا فياضا لا انقطاع لجريانه.
كما أن جنود الله هم الأكثر تنظيماً وترتيباً ودقةً، لأنهم يحرصون على تقديم الصورة الأحسن والنموذج الأمثل في كل شيء، أما أن نأتي بالرجل الذي يمتلك قدرات إعلامية وقابلية على أن يبدع فيه ونجعله مسؤولاً على مؤسسة اقتصادية مع أنه لم يسمع بالاقتصاد ولم يطلع عليه كعلم وكمبادئ طوال حياته، وإذا اطلع أو سمع عن شيء منه فذلك لا يعني أنه يستهويه أو أنه قادر على الإبداع فيه، ونحتج بقول "جندي الله مهامه شاملة"، فهذا هو العمى بعينه، وقد بلغ العمى هذا ببعضهم أن جعلهم يسعون لتقديم أنفسهم كشعراء وروائيين وخطباء وعلماء وسياسيين وعسكريين وهلم جرا.
وقد تسنى لي مؤخراً أن اطلعت على أحد نتاجات هذه الشخصيات الشعرية فوجدت محتواها مجرد شعير لا صلة له بالشعر من قريب ولا من بعيد، والمضحك في الموضوع مقدمة الكتاب التي تقول لك هذه مجموعة من القصائد التي كتبها فلان الفلاني فترة سجنه، فتظن أنك أمام أحمد محمد الشامي من جديد.

أترك تعليقاً

التعليقات