في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
للمناسبات الدينية الهامة آثارٌ ونتائجُ نحن بأمس الحاجةِ إليها كأفراد وكمجتمع وكأمة، ولكن ما هو السبيل لكي تتحول تلك المناسبات إلى محطات فاعلة ومؤثرة ومثمرة فنكون عندما نحييها نحيا نحن معها، وتمتد الآثار التي تتركها هذه المناسبة أو تلك لتشمل حركة الزمن كله والإنسان كله؟
الأمر لا يحتاج إلا إلى وجود رغبةٍ حقيقيةٍ وقناعةٍ صادقةٍ في التوجه نحو التغيير والإصلاح، إلى جانب الاعتماد على الله والتزام منهجه الذي حدده وارتضاه لعباده، ومن ثم ننطلق من النظرية أو الفكرة التي تحدد لنا الخط الذي لا بد أن نسير عليه والمبادئ التي يجب تربية أنفسنا بموجبها والعوامل التي نحتاجها لبناء الفرد والمجتمع وكذلك الإنسانية بشكلٍ عام.
وبعد التفهم والتعقل والاستيعاب لكل تلك التعاليم تأتي المناسبات الدينية كالهجرة النبوية وعاشوراء وزيارة الأربعين ومولد سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله وغيرها من المناسبات لتقول لنا بأجمعها إن الله قد أنعم علينا بكتابه الذي يمثل الفكرة، وهيأ سبحانه من يقدم لنا الصورة العملية لتلك الفكرة التي تمثلها النبي أو الإمام أو من يصطفيه الله ليكون امتداداً أصيلاً لرسالة الله وأميناً عليها ومتمثلاً لها ومبلغاً تعاليمها إلى الناس.
وبالتالي ليست المحطات الدينية والمناسبات الكبرى قضية مجردة نتعامل معها كحدث مرتبط بالماضي دون أن نستدعيها إلى الحاضر، وليست كذلك مرتبطة بشخصية عظيمة اقتصرت عظمتها على ذاتها كما هو الحال في الشخصيات الأسطورية التي لا ندرسها إلا لكي نهرب من واقعنا إلى عالم الخيال والعدمية، بل هي مناسبات تحمل حقيقة؛ والحقيقة لا تموت أبداً، فكيف إذا كانت هذه الحقيقة رسالة الله لجميع عباده، وكيف إذا كانت الذات التي نحيي مناسبةً دينية مرتبطة بها هي ذات رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي تتجلى عظمته من خلال إعطائها العظمة والكرامة لكل الناس واستيعابهم ورحمتهم والحرص عليهم والمحبة لهم، فأين نحن من رسول الله في كل ذلك؟
لانزال بعيدين على الرغم من تنبيهات وتوجيهات السيد القائد لنا في كل ربيع محمدي بالعمل عليها، ولكن القربة المثقوبة تأبى إلا اتساع ثقبها ليصبح مدخلاً للشر ومخرجاً للخير.

أترك تعليقاً

التعليقات