مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
يقدم المؤمنون بين يدي ربهم خلاصة ما ينبغي أن يقوم عليه التوجه العام لهذه الدولة وما هي مهمتها الأساسية: "اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة"، واجعل يا رب آية كرمها أن "تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله".
عز الإسلام وأهله. لا بد للمسلم إذا أراد العزة أن يعي أن يسلك مسلكها ويستمسك بمحققاتها، وذلك بأن يستند إلى الله ويعتمد ويتوكل عليه ويسير على صراطه ويهتدي بهداه ويلزم طاعته الطاعة المطلقة ويعيش تقوى الله في كل لحظات حياته ويتجنب المعاصي والذنوب، ولا يخاف أحداً إلا الله ولا يرغب بسوى ما بيده سبحانه، ورحمة الله وصلاته وسلامه ورضوانه على الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام الذي يقول: "من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليغادر ذل معصية الله إلى عز طاعته".
ثم إن هؤلاء المؤمنين ليسوا رهباناً ولا قسيسين، بل ربانيون، فهم يطلبون من الله العزة ويعملون على تحصيل موجبات تحققها لهم ويأخذون بأسباب الوصول إليها سواء في مجال القوة العسكرية أم في المجال المجتمعي والاقتصادي والأمني وغيره...
لا يقبلون فيها مظاهر الذلة، لا لأنفسهم ولا لإخوانهم، فهم المبادرون لسد حاجة المحتاجين وجبر فقر الفقراء وإعانة المساكين ومساندة المظلومين والوقوف مع المقهورين، ومحاربة الظالمين والجشعين والمستغلين والمنافقين، لأن علينا أن ندرك أن كوني مسلماً لا يعني أن عليَّ أن أصلي وأصوم وأقوم ببعض الطقوس فقط، لا، بل يجب علينا استيعاب مفهوم الانتماء لهذا الدين ومعرفة من هو المسلم الحقيقي، وذلك من خلال ما قرره النبي صلوات الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجب فليس من المسلمين"، "ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين".
ثم يقول الإمام عليه السلام: "وتذلُّ بها النفاق وأهله". هذه العبارة تحمل في طياتها الكثير من الموجهات للعاملين في سبيل بناء دولة الإسلام، ولعل منها ضرورة العمل في كل المجالات على إبراز خط الإسلام وموقف وفكر ومنهجية الإسلام وتشريعاته ونظمه وقوانينه، لتصبح الساحة هي ساحة الإسلام وتصبح الكلمة للإسلام، وبذلك يُذل النفاق وأهله بحيث إن مواقعه تصبح مكشوفة ومعروفة وتحركاته مرصودة ومعلومة وجماعاته معدودة، فالعزة للإسلام ينتج عنها الذلة للنفاق والمنافقين، لأنه لم يعد ثمة فراغ هنا أو هناك لنفاذ مخططاتهم الشريرة وسمومهم القاتلة وأمراضهم القلبية المميتة، إذ الإسلام متقدم في كل المواقع، والمسلمون منطلقون بحب ورغبة لتعميم نور الله في كل مساحة التواجد البشري.

أترك تعليقاً

التعليقات