نظرة حزب الله لمجتمعه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
تنقسم النظرة إلى الشعوب وطريقة التعامل معها إلى قسمين رئيسين، وذلك من وجهة نظر الأنظمة السياسية المتنوعة:
النظرة الأولى تتعلق بالأنظمة الاستبدادية القمعية، بحيث لا تقيم أي وزن للشعب ودوره، فضلاً عن حفظ حريته وكرامته وحياته، إذ إن هذه الأنظمة تقيم سلطانها على جماجم المساكين وخبز المستضعفين المغمس بعرقهم ودمائهم.
والنظرة الثانية تتعلق بالأنظمة غير الاستبدادية، والتي تظهر بشكل أو بآخر احتراماً للشعب ودوره في الحكم وإدارة شؤونه.
وتختلف النظرة كما الممارسة العملية شدة وضعفاً بحسب كل نظام من الفئتين.
وهنا دعونا نقف مع حزب الله، لنرى كيف ينظر لشعبه ومجتمعه، كونه حجة على كل الحركات والتنظيمات؟
إنه ينظر إلى الناس وعامة الشعب على أنهم أولياء النعمة والأساس بعد الله تعالى في كل نجاح ونصر، وعلى أنهم يشكلون البحر الهادر الذي تمخر فيه سفينة المسيرة نحو شاطئ الأهداف، فتصل إليه بأمان، وعلى أنهم يكونون العمق الذي يزخر بالكنوز المعنوية والمادية الكفيلة بإمداد المسيرة بكل ما يلزمها للاستمرار، من غير كلل أو تعب، وعلى أنهم يمثلون بعد ذلك البوصلة التي تحدد الاتجاه، والمنارة التي تهدي إلى الطريق، وتعصم من الانحراف.
إن إرادة وحضور أمة حزب الله في كل ساحات الجهاد والدفاع، والدعم السياسي والمادي والمعنوي وتحمل أعباء مقاومة العدو من قصف وتدمير وتهجير بروح أبية وعالية، كان له الفضل الأكبر في تحقق النصر وهزيمة العدو «الإسرائيلي».
لقد احتضن حزب الله شعبه ودافع عن وجوده وحريته وعزته وكرامته بكل غال ونفيس، حتى غدا ذلك يشكل الهاجس الأكبر، والهم الدائم لقيادة حزب الله ومجاهديه، لذلك بادل الناس قيادتهم والمقاومين مزيداً من الحب والوفاء، والذي ترجم في الاستعداد للمزيد من التضحية والعطاء.
إن معنى أمة حزب الله هو أن جمهور الحزب من الناس المؤمنين والغيارى يشكلون جزءاً لا يتجزأ منه، فالناس هنا ليسوا جمهرة من المتفرجين المتحمسين يصفقون من بعيد، بل جزء من العمل والمسيرة وحركة الجهاد لهم دورهم الذي يطلعون به ومهامهم الأساسية التي لا يستغنى عنها.
إنهم بحق أمة للحزب، الذي يأبى إلا أن يكون نهر أرواح مجتمعه التي تصب فيه جداولها وعيونها.

أترك تعليقاً

التعليقات