صراعنا على الإنسان
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
كان المرتزقة والمنافقون من مختلف تيارات وقوى العمالة والخيانة والارتهان والتبعية لمحور الشر والاستكبار العالمي ولايزالون في حالةٍ من الخوف والرعب الشديدين، منذ انتصار ثورة الـ21 من أيلول، والتي لم يكن السبب الرئيسي الذي يقف وراء اندفاعهم مع أربابهم ومشغليهم الإقليميين، المربوبين كذلك لأمريكا والكيان اللقيط، إلا أنها تتجه إلى إعادة الاعتبار للفكر والثقافة، لأنه متى ما تمت تنقية الأفكار وتطهيرها من الرواسب والمواد النتنة، وتجفيف منابع الثقافات المغلوطة، وإعادة الاعتبار لكل ما هو حق، بتصحيح المفاهيم وتصويب النظرة، وتعزيز الوعي، وخلق الدوافع الباعثة على وجود النباهة التي تجعل كل فرد يرى نفسه معنياً بكل مَن حوله، ومطالباً باتخاذ موقف إزاء كل ما يجري من أمور سواءً أكان ذلك مقتصراً على وطنه وأمته، أم كان ممتداً أبعد من ذلك بحيث يشمل المستضعفين في كل أقطار الدنيا، سنضمن الحصول على حريتنا واستقلالنا، لأنهما متأصلان في نفوسنا ومتجذران في أعماقنا.
وبالتالي فمسألة التأكيد لهما في الواقع، بحيث يصيران جزءًا من المظاهر والأشياء التي نلمسها ونحس بوجودها ونرى أثرها علينا مسألة وقت، لذلك نرى سيد الثورة يحث ويدفع دائماً على ضرورة بناء الإنسان، الذي ستكون حركته في الحياة قائمة على الإرادة والرغبة والتصميم في تحقيق أهدافه، على مستوى الوجود والمصير، وهي أهدافٌ نابعةٌ من داخل كيانه، تتفاعل معها وتنفعل بها كل ذرة من الذرات المشكلة لعناصر ذاته، فهو مستعد على الدوام للفناء في سبيل ما يريد تحقيقه، ولا يجد في نفسه رغبة في التراجع أو التوقف عند نقطة معينة، مهما كانت الظروف، وأياً كان مستوى التحديات وحجم الأخطار، من هنا ندرك لماذا المنافقون والتكفيريون وبقايا فلول العمالة يعيشون هذه الحالة من الخوف والرعب السالف الذكر في ما تقدم من حديث؟ لأن الصراع بيننا وبينهم هو صراع على الإنسان كإنسان، وما الصراع على الأرض والتحرك في كل الميادين للمعركة إلا مظهر من مظاهر هذا الصراع.
ولقد عملوا قبل اليوم بزمن طويل على صياغة الإنسان الذي يريدون، كما لا يخفى على ذي لب أن عملهم ذاك كان موصول الجذور بمشاريع شوكانية نجدية وهابية، ولم تكن فترة حكمهم الممتدة أكثر من نصف قرن سوى المرحلة التي تمكنهم من طبع كل شيء بطابعهم، وإيجاد مجتمعٍ على صورتهم تماماً، لذلك نجدهم وبالتزامن مع انطلاق العدوان علينا، كانوا يصرحون على لسان أكثر من شخص منهم بالقول: إن العدوان مثل لهم الأمل الذي استيأسوا من حصولهم عليه، إذ لو لم يكن هنالك «عاصفة حزم» حسب زعمهم، فإن المجتمع اليمني سيتغير بالكلية عما كان عليه في عهدهم؟! يقصدون أنهم سيفقدون تأثيرهم وسيطرتهم على المجتمع، نتيجة تخلصه من كل الثقافات والأفكار المضللة، التي اعتمدوها لتطويعه وتذليله لهم، بل وامتلاكه وتوجيهه بالطريقة التي يختارون، ونحو الاتجاه الذي يريدون، وقد حددوا فترة التغير المجتمعي هذه التي ستقطع دابرهم، وتفقدهم مبررات وأسباب وعوامل وجودهم من جديد، بمدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد عن عشر.
ولما كان الواقع الميداني صادما بالنسبة لهم، فالثورة تتقدم في مختلف المجالات، والنتائج تصب في صالح الشعب الصامد وهم كعدوان يتقهقرون ويتجرعون ويلات النكسات ومر الهزائم في أكثر من صعيد، الأمر الذي دفعهم مؤخراً لإبداء الكراهية والسخط والحقد تجاه النبي وأهل البيت صلوات الله عليه وعليهم، بعد أن فشلوا في إبعاد الناس عن معرفة هؤلاء الأطهار، لأن معرفتهم باب التعلق بهم ومحبتهم، كما أن محبتهم تعني: التأثر بهم، وحمل مفاهيمهم، والتحرك بآفاقهم وروحيتهم، وقد بلغت بهم الوقاحة للعن علي عليه السلام، بل وجعله وكل بنيه ومناصريه في خانة واحدة مع الشيطان، لأنهم على ما يبدو علموا أن علياً هو الأساس والمنطلق لترجيح كفة غلبتنا لهم في كل ساحة وميدان على امتداد السنوات السبع.

أترك تعليقاً

التعليقات