في المسكوت عنه
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
قلنا بالأمس بأن المطبلين والمصفقين والجاعلين من ألسنتهم أحذيةً، بحسب اختلاف مقاسات الأقدام، للعاجزين والفاشلين من مسؤولينا الذين يقضون معظم وقتهم في مواقع التواصل ينقسمون إلى عدة أقسام، وقد توقفنا عند القسم الأول، وهناك قسم آخر من هؤلاء وهم أولئك الذين فقدوا امتيازاتهم ومصالحهم مع انتهاء نظام الوصاية والعمالة بمختلف مكونات وكيانات ذلك النظام، ولأنهم على درجة عالية من القدرة على التملق إلى مستوى أن يظن السامع لهم أنهم قد قطعوا علاقتهم بالماضي وصححوا مسارهم بعد انكشاف الحقائق، ولا بد من إتاحة الفرصة لهم لإبداء موقف وتسجيل حضور، لكن كيف وهم عاجزون عن أي شيء، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن مَن عرف الحق بصدق قد ظهرت ملامح وآثار معرفته للحق بحيث لم يكتف بتحول الانتماء كاسم، بل أثبت ذلك التحول في الواقع العملي وتفوق على الكثير من المنتمين صراحةً، وهناك أمثلة لأحرار كثر في هذا السياق يعرفهم الجميع ويشهدون بصدقهم ولا داعي لذكرهم هنا تنزيهاً وتشريفاً لهم.
إذن، فالعجز الظاهر لهذا الصنف مقدورٌ عليه بالمزيد من المنشورات المجمعة كلمة كلمة من صفحات الأحرار، وكذلك مجموعة من التغريدات التي تصب في خدمة الهدف العام لهؤلاء المطبلين وقد حصد بعضهم ما زرعه، إذ أصبح خبيراً سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً ولايزال ممارساً لمهنته المفضلة راغباً بمزيد من الترقيات.
كما بات هناك توجه ملحوظ من قبل مَن تغيرت نفسياتهم نتيجة ابتعادهم عن النهج وأخذهم بتمحلات وتخريجات تنسجم مع رغباتهم وتلبي مصالحهم في اجتذاب المزيد من الكتاب والإعلاميين إلى حظيرة التطبيل المعروفة من خلال عدة وسائل؛ إما بالترغيب واستغلال المنهج لصالحهم بطريقة ملتوية وتوظيف مدروس يتسنى لهم بموجبه دس السم بالعسل، وإما بالإقصاء والتهميش والمضايقة واستعمال الحرب النفسية وغيرها حتى يرضخ هذا أو ذاك لهم ويتبنى ما يتبنون، وقد قال أحدهم يوماً وهو يلوي حبل ألاعيبه على عنقي، ويسعى ليربط من خلاله يدي ولساني: "ليس كل ما تسمعونه من السيد القائد (حفظه الله) يعطيكم الحق بمطالبتنا تنفيذه على أرض الواقع، فكلام السيد هو كلام للأمة كلها، لأنه علم هدى، ولكي تتمكنوا من التفريق بين ما هو خاصٌ بنا وبين ما يخص سوانا، عليكم بالرجوع إلينا والعمل فقط بما نوجهكم به لكي تكون كلمة المؤمنين واحدة".
فهل بعد هذه الكارثة كارثة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات