مجرد جيفة لا أكثر
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
أنتَ يا مَن تتلبس بلبوس الحق، فتطال يدك كل مقدسٍ بالتدنيس، ويتسع هدمُكَ لكل ما بناه رجالُ الله بدمائهم وأشلائهم، وحافظ عليه أبناء هذا الشعب بصبرهم وصمودهم: لن يطول زمن تخفيك وراء الشعارات، ولن يستمر تزييفك للحقائق؛ فيدك المطلقةُ اليوم لتهدم، وتعبث، وتظلم، وتفسد، وتبطش، وتعتقل؛ ستُقطَع غداً.
نعم؛ قد يدفعك ما بين يديك من الجاه والسطوة والمكانة والنفوذ إلى الاطمئنان، فتزداد عتواً ونفوراً؛ مطلقاً العنان لنزعة طغيانك وعلوك في الأرض؛ فتستضعف طائفةً من الصادقين الخلص؛ تلفق لهم التهم، تقيلهم من وظائفهم، تقتلهم معنوياً بعد أنْ تجردهم من كل وسيلة مادية من شأنها أنْ تعينهم على البقاء على قيد الحياة كرماء أعزاء، ومَن تعذر عليك إسكاته وإخضاعه فالسجن أولى به؛ لكن كل هذا لن يعصمك من السقوط الوشيك؛ سقوطٌ أوله (لعنةٌ من الله والناس) وأوسطه (عار وخزي ومذلة) وآخره (جهنم). وغداً تزول هيمنتك، وينقشع جبروتك، ويُزاح ظلمك وطغيانك، فتصير بلا جاه، بلا منصب، بلا صولجان، بلا مكانة، بلا شرف، بلا قيم، بلا احترام، فتموت وأنت ما زلت تتنقل بين الأحياء؛ وتبقى سجلات تاريخك الأسود «لمَن خلفك آية».
أيها الآمن مكر الله: هذه المسيرة طهرٌ لا تقبل الدنس، وهذه الثورة بسيدها (يحفظه الله)، ومنهجيتها ورجالها ومبادئها وأهدافها ستبقى، ولن تموت؛ لأنها وثيقة الصلة بالرحمن الحي القيوم.
باختصار؛ أنت مجرد جيفةٍ نتنة غداً يلفظها محيط المسيرة القرآنية، والثورة الجهادية الشعبية التحررية الهادر، الذي لا مكان فيه للميتة. نعم؛ أنت مجرد جيفة لا أكثر. فاعتقل مَن شئت، واظلم مَن تريد؛ غداً تعرف حجمك، وتجني ما زرعت، وتذوق جزاء ما اقترفت يداك.

أترك تعليقاً

التعليقات