وانتصر حزب الله
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
عرف حزب الله طوال تاريخه الجهادي المقاوم للصهيونية والاستكبار بعوامل ومقومات تجعل القارئ لها يراه قادراً على تحقيق النصر والغلبة على العدو الصهيوني في كل معركة، في الحاضر والمستقبل.
ولعل أبرز العوامل الجاعلة لحزب الله في مقام النصر والغلبة هي:
أولاً: التوكل عبر إحالة الفكر والنفس والعقل والقلب إلى الله. وعلى الجملة وضع القول والعمل في حضرة الله.
ثانياً: الأخذ بالأسباب عبر توفير عوامل القدرة في العتاد والرجال، وقوى الدعم ووضع الخطط الكفيلة باحتواء هجومات العدو، والالتفاف على قواه وصولاً إلى اليقين بأن ما توفر من أسباب القوة كفيل بإحراز مقومات النصر والغلبة.
ثالثاً: تعيين الخطة الشاملة عبر معرفة سلسلة الاحتمالات والخيارات العسكرية والسياسية التي يمكن أن يلجأ العدو إليها. ومن خلال رصد المؤثرات الجيوستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية التي يحتمل حصولها بعد نهاية الأعمال الحربية. ولئن كانت الإستراتيجية تستلزم فن الخداع وبذلك تتعارض مع الأخلاق -كما يبين مفكر الحرب ليدل هارت- فإن الاستراتيجية العليا، التي تستشعر الآماد البعيدة، وتنظر إلى أقصى القوم، تنسجم مع الأخلاق لأنها تتدخل كمبدأ توجيهي يحافظ به الاستراتيجي على الهدف الأصلي للجهود التي بذلها.
رابعاً: الرجوع إلى الله: بعد قطع الأطوار الأربعة سوف يتوفر اليقين الثابت بأن عليك أن تعلم أن النصر هو من عند الله.
فالعلم في هذه الحال لا يُحصل بالاكتساب والتلقين، إنما بالاستبصار الخُلُقي، واللمح الداخلي، والمعرفة الإيمانية الخالصة.
وعلى هذا النحو يصبح العلم بالنصر أمراً ذاتياً يحصله القلب المتصل بعروة وثقى بمقام التوحيد، وبذلك يتحقق سفر المجاهدين بين المبدأ والمعاد في كل مهمة يؤدّونها سواء تناهت في الصغر أم لم تتناه في الكبر.
إن منشأ الاستبصار الأخلاقي في هذه الأطوار المشار إليها مردّه إلى تعلقها تعلقاً حميماً بالحقيقة الدينية التي ظهرتها الكلمات العلويّة، القائلة: أعر الله جمجمتك، كد في الأرض قدمك، تزول الجبال ولا تزل، ارم ببصرك أقصى القوم، واعلم أن النصر من عند الله.
ففي اللحظة التي وضعت فيها تلك الكلمات في ميدان المواجهة أحيلت المقدمات والنتائج إلى الإرادة الإلهية فمع هذه الوضعية تغدو الإحالة فعلاً أخلاقياً سوف يرقى إلى مراتبه القصوى مع تصعيد الفعل الجهادي درجة التضحية بالروح. وهي تضحية مولودة من يقين لا شِيَةَ فيه، وقوامه أن الالتزام بحقوق الخلق هو سبيل بلوغ الحق.

أترك تعليقاً

التعليقات